يُعد الغذاء أحد أهم عناصر البقاء والنمو للإنسان ولجميع الكائنات الحية ولا يمكن الاستغناء عنه، ولتحقيق هذه العناصر لابد من توفر إحدى أهم الأولويات في الغذاء وهي السلامة.
ولتحقيق السلامة في الغذاء كان لابد من وجود معايير وتشريعات تنظم عملية إنتاج المواد الغذائية حتى وصولها إلى المستهلك، وظهر الاهتمام بوضع مواصفات قياسية وخصائص للمواد والسلع منذ سنوات عديدة.
واليوم.. باتت المواصفات القياسية تمثل عنصراً رئيسياً ومحورياً في حياة المادة الغذائية فهي تحدد مستويات الجودة فيها، ومتطلبات السلامة، وتحافظ على سلامتها في كل المراحل التي تمر بها من الإنتاج حتى الاستهلاك.
وفي هذا الجانب تعمل هيئة التقييس لدول مجلس التعاون ضمن مهامها على إعداد المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية لمختلف السلع والمنتجات ومنها ما يتعلق بقطاع الغذاء وذلك من خلال لجان فنية رئيسية وفرعية متخصصة تم تشكيلها من ممثلين في أجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء وبعض الجهات المعنية. وقد وصل إجمالي المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية التي أصدرتها الهيئة والمتعلقة بقطاع الغذاء فقط إلى 1761 مواصفة قياسية منها 582 لائحة فنية خليجية معتمدة.
وتقوم الهيئة عن طريق اللجان الفنية الرئيسية والفرعية، بإعداد المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية بالاعتماد في مراجعها على عدة موصفات قياسية أهمها المواصفات القياسية الدولية وبما يتناسب مع احتياجات ومتطلبات بالدول الأعضاء، أو تحديث المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية المعتمدة سابقاً، أوتعديل بعض بنودها أو إدخال متطلبات إضافية عليها.
وتحقيقاً للشراكة الدائمة تحرص الهيئة أيضاً على مشاركة مختلف الأطراف المعنية والقطاع العام والخاص في الدول الأعضاء في أعمال اللجان الفنية الخليجية ومساهمتهم في إعداد المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية وإبداء الملاحظات بشأنها، وذلك بتشكيل لجان فنية وطنية مناظرة لكل لجنة فنية خليجية بحيث تضم ممثلين عن الجهات الحكومية والقطاعات الصناعية والتجارية والخدمية وقطاع كبار المستخدمين، ومنظمات حماية المستهلك والجامعات والجهات الأكاديمية الأخرى وكذلك الغرف التجارية والصناعية.
