أكد المهندس محمد الملا، رئيس التجمع الخليجي للمترولوجيا، بأن التجمع الخليجي للمترولوجيا هو منظمة إقليمية تتعامل مع جميع القضايا المتصلة بالمترولوجيا على مستوى الدول الأعضاء في هيئة التقييس لدول مجلس التعاون، موضحاً بأن الاعتراف الدولي مؤخراً بالتجمع كهيئة إقليمية للمترولوجيا (RMO) لم يتحقق إلا من خلال مشاركة الدول الأعضاء الفاعلة في جميع أنشطة وفعاليات التجمع، ومن خلال إصرار جميع العاملين في نشاط المترولوجيا في الدول الأعضاء على تعزيز القدرات الفنية لديهم ورفع كفاءتهم.
وتطرق الملا في الحوار الذي أجرته معه “مجلة التقييس الخليجي” إلى عددٍ من القضايا المتصلة بالمترولوجيا، والهدف من اتفاقية المتر.
- نرحب بكم أولاً في مجلة التقييس الخليجي، ونود منكم التعريف بشخصكم الكريم؟
يشرفني أولاً أن أتحدث لكم ولمجلتكم الغراء بمناسبة اليوم العالمي للمترولوجيا، لإبراز أهمية ودور المترولوجيا وأثرها على مختلف مناحي الحياة اليومية، بصفتي رئيساً للتجمع الخليجي للمترولوجيا، بالإضافة إلى عملي كمديرٍ لإدارة الجودة في معهد الإمارات للمترولوجيا (EMI) التابع لمجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، وقد شغلت سابقاً منصب مدير إدارة المقاييس في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (ESMA).
- بصفتكم رئيساً للتجمع الخليجي للمترولوجيا، نتمنى إعطاء القارئ الكريم فكرة واضحة عن هذا التجمع؟
التجمع الخليجي للمترولوجيا (GULFMET) هو منظمة إقليمية تتعامل مع جميع القضايا المتصلة بالمترولوجيا (المقاييس) على مستوى الدول الأعضاء في هيئة التقييس لدول مجلس التعاون (GSO).
أُنشئَ التجمع في عام 2010م بموجب قرار مجلس إدارة هيئة التقييس في اجتماعه الثاني عشر (الكويت 02 يونيو 2010م)، وشارك في هذا التجمع إلى جانب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والجمهورية اليمنية أعضاء من دول أخرى بصفة أعضاء مشاركين ((Associatemembers وهم تركيا، كوريا الجنوبية، جمهورية مصر العربية، البوسنة والهرسك، هونغ كونغ.
- اليوم المترولوجيا نصيب من الأيام العالمية.. حدثنا عن هذا اليوم؟
يتم الاحتفال باليوم العالمي للمترولوجيا في 20 مايو من كل عام كونه ذكرى توقيع ممثلي سبعة عشر دولة اتفاقية المتر في العاصمة الفرنسية باريس في 20 مايو 1875م، وتعتبر هذه الاتفاقية إطار للتعاون العالمي في علم القياس وتطبيقاتها الصناعية والتجارية والمجتمعية، والهدف الأساسي لاتفاقية المتر هو التوحيد في القياس في جميع أنحاء العالم.
وتعتبر المترولوجيا أو ما يُعرف بعلم القياس من العلوم الأساسية التي تدخل في جميع مناحي الحياة من الأبحاث والدراسات إلى الأعمال اليومية، فمعظم الأنشطة الحياتية يدخل فيها القياس، وحقيقية اضطرت بعض الدول في الماضي إلى اتخاذ بعض وحدات القياس الخاصة بها لتسهيل أنشطتها الحياتية، فنشأت عدة وحدات قياس لنفس الكمية، فمثلاً يقاس الوزن في بعض الدول بوحدة الرطل، وأخرى بالأوقية، وأخرى بالبواند، وحقيقة اختلاف وحدات القياس أصبح عائقاً أمام التجارة البينية بين الدول إلى أن اتفق رؤساء 17 دولة في 20 مايو عام 1875م في باريس على إنشاء المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM) بموجب اتفاقية تُعرف اليوم باتفاقية المتر (Meter Convention )، وفي عام 1889م وافق المؤتمر العام للأوزان والمقاييس المنبثق عن هذه الاتفاقية على اعتماد الوحدات الثلاثة التالية كوحدات قياس أساسية (Basic Units)، وهي الكيلوغرام وتعتبر وحدة قياس الكتلة (أي الوزن)، والمتر وحدة قياس الطول، والثانية وحدة قياس الزمن.
وتم لاحقاً إضافة الوحدات التالية: الكلفن (وحدة قياس الحرارة)، والأمبير (وحدة قياس التيار الكهربائي)، المول (وحدة قياس المادة)، والقنديلة (وحدة قياس شدة الإضاءة)، وتعرف حالياً هذه الوحدات بنظام الوحدات الدولي (SI Units).
- حدثنا عن المنافع التي تعود على الدول المنْظمَّة في عضوية اتفاقية المتر؟
إن منافع العضوية في اتفاقية المتر متنوعة فيمكن لبرنامج المترولوجيا الوطني أن يجني فوائد من البرنامج العلمي للمكتب الدولي للأوزان والمقاييس BIPM ، وقد يحصل على مساعدة لإنشاء برنامجه الوطني للمترولوجيا، ففي جميع الأحوال، تساعد نشاطات اتفاقية المتر الدولية كل دولة بالحصول على اعتراف دولي ببرنامجها الوطني للمترولوجيا الذي يضع اقتصادها على قدم المساواة عندما يتعلق الأمر بالمسائل المتصلة بالتجارة الدولية.
- هل انضمت الدول الأعضاء في هيئة التقييس إلى اتفاقية المتر؟ ولماذا يُعَدّ هذا الانضمام مهماً؟
هناك مستويين مختلفين للمشاركة في نشاطات اتفاقية المتر هما العضوية ((member أو عضوية المشاركة (Associate member). العضوية هي أعلى مستوى من المشاركة، وقد انضمت المملكة العربية السعودية إلى عضوية الاتفاقية، ومن المتوقع أن تنظم الإمارات العربية المتحدة قريباً لهذه العضوية.
أما عضوية المشاركة (Associate member) فقد انضمت كلاً من سلطنة عمان والجمهورية اليمنية ويُنتظر أن تنضم دولة قطر ودولة الكويت.
وفي الحقيقة تمثل اتفاقية المتر اليوم منتدى جامع للمسئولين الحكوميين والعلماء من جميع أنحاء العالم الذين بإمكانهم التأكد من أن البنية التحتية الوطنية للمترولوجيا معترفٌ بها دولياٌ. فبدون الانضمام للاتفاقية، سيكون من الصعب قبول القياسات التي تجري في الدول الأعضاء بهيئة التقييس في أماكن أخرى من العالم، وهذا من شأنه أن يجبر الشركات المحلية لشراء خدمات المترولوجيا التي يحتاجونها من الدول الأخرى، لذلك فإن الانضمام لاتفاقية المتر يعني تمكين اقتصاد الدول الأعضاء من التحقق من جودة منتجاتها وخدماتها بوسائل معترف بها دوليا. وهذا يرفع مستوى التنافسية الوطنية، ويساعد على ضمان سلامة المنتجات والخدمات التي يستخدمها أفراد المجتمع .
- ما هي الخطوات التي ينبغي اتباعها للحصول على الاعتراف الدولي لنشاطات المترولوجيا في الدول الأعضاء؟
الخطوة الأولى هي تقديم طلب العضوية أو عضوية المشاركة للاتفاقية. وبمجرد أن تصبح الدول الأعضاء في هيئة التقييس أعضاء أو مشاركين، ستوجه الدعوة إليها للتوقيع على اتفاقية الاعتراف المتبادل للجنة الدولية للأوزان والمقاييس (CIPM MRA)وبدء عملية الاعتراف بإمكانات القياس والمعايرة الوطنية والمعروفة بـ (CMCs).
والحقيقة وطبقاً لقواعد اتفاقية الاعتراف المتبادل للجنة الدولية للأوزان والمقاييس فإن كل دولة تقوم بالتوقيع على الاتفاقية باسم اقتصادها الوطني ولكن المشاركة الفنية في الاتفاقية تكون من خلال هيئات المترولوجيا الإقليمية RMOsوهذا يتطلب انضمام الدول الأعضاء في هيئة التقييس إلى أحد التجمعات الإقليمية للمترولوجيا (RMOs) الموجودة حالياً، والمعترف بها دولياً وهي (هيئة المترولوجيا للأمريكتين SIM، وEURAMET لأوروبا، و COOMET لدول الاتحاد السوفيتي السابق، و AFRIMET لدول أفريقيا، و APMP لدول آسيا والمحيط الهادئ). وبموجب توصية من المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM) تم إنشاء التجمع الخليجي للمترولوجيا (GULFMET) كهيئة إقليمية للمترولوجيا (RMO) تحت مظلة هيئة التقييس لدول مجلس التعاون ليكون منصة علمية للدول الأعضاء في هيئة التقييس للاعتراف بإمكانيات القياس والمعايرة (CMCs).
- هل هذا يعني بأن التجمع الخليجي للمترولوجيا (GULFMET) معترف به دولياً؟
في الحقيقية هناك شروط للاعتراف بأي تجمع إقليمي للمترولوجيا، وقد وضعت هذه الشروط من قبل اللجنة المشتركة لهيئات المترولوجيا الإقليمية (JCRB)، وهي لجنة دولية منبثقة عن المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM)، والتجمع الخليجي للمترولوجيا عمل منذ تأسيسه على الوفاء بهذه الشروط، وقد تقدم بطلبٍ إلى اللجنة للاعتراف به كهيئة إقليمية للمترولوجيا (RMO) عام 2012م، وشارك التجمع الخليجي للمترولوجيا مؤخراً في الاجتماع الثالث والثلاثين لهذه اللجنة (باريس 18-19 مارس 2015) ، وعرض تقرير عن إنجازات التجمع لعام 2014م، وقد وافقت اللجنة بأن يقوم رئيس اللجنة برفع توصية إلى اللجنة الدولية للأوزان والمقاييس (CIPM) لمنح التجمع الخليجي للمترولوجيا (GULFMET) الاعتراف الدولي المبدئي كهيئة إقليمية للمترولوجيا (RMO).
- يسرنا أن نبارك لكم هذه الخطوات وهذا الإنجاز الكبير، ولكن.. ماذا يعني ذلك؟
حقيقية أود التنويه بأن هذا الإنجاز بالتأكيد لم يتحقق إلا من خلال مشاركة الدول الأعضاء الفاعلة في جميع أنشطة وفعاليات التجمع الخليجي للمترولوجيا، ومن خلال إصرار جميع العاملين في نشاط المترولوجيا في الدول الأعضاء على تعزيز القدرات الفنية لديهم ورفع كفاءتهم.
والاعتراف الدولي بالتجمع الخليجي للمترولوجيا يعني أنه يصبح بمقدور الدول الأعضاء في هيئة التقييس نشر إمكانيات القياس والمعايرة (CMCs) لديهم من خلال التجمع الخليجي للمترولوجيا، وبالتالي الاعتراف الدولي بهذه القدرات، بالطبع بعد سلسلة من المقارنات البينية ومراجعة نظم إدارة الجودة في مختبرات القياس الوطنية (NMIs) في الدول الأعضاء.
- كلمة أخيرة تودون طرحها في نهاية هذا اللقاء؟
أشكركم على إتاحة هذه الفرصة، وأشكر هيئة التقييس لدول مجلس التعاون وجميع العاملين في أنشطة المترولوجيا لدعمهم أنشطة التجمع الخليجي للمترولوجيا.