أنظمة السلامة والأمان في السيارات.. ضرورة لتخفيف مخاطر الصدمات
كتب/ طه العامري
By
gsomagazine on الجمعة 27 ربيع الأول 1439ﻫ 15-12-2017م
تشير الدراسات المرورية إلى إمكانية التخفيف من الحوادث المرورية ومخاطر الصدمات باستخدام أنظمة ووسائل السلامة والأمان في السيارات والمركبات ومنها حزام الأمان، حيث أثبتت تلك الدراسات أن السائقين الذين يستخدمون حزام الأمان هم أقل عرضة للإصابة في الرأس والصدر الذي يُنتج عنها وفيات أو إعاقات. مع ذلك فأن بعض السائقين لا يهتمون بوضع الحزام عند القيادة، وكذلك نجد البعض من المستهلكين يتجاهلون أهمية تلك الأنظمة ويتجهون عند شراء السيارات نحو البحث عن المواصفات الشكلية أو الأقل سعراً. بالمقابل فإن بعض المستهلكين يتهمون شركات السيارات بعدم الاهتمام بتلك الأنظمة.
حول هذا الموضوع تسلط مجلة التقييس الخليجي الضوء على مدى أهمية أنظمة السلامة والأمان في السيارات من خلال الاستطلاع التالي الذي أعده/ طه العامري
تجنباً للحوادث
يقول محمد عبد الله تعتبر وسائل السلامة مهمة في السيارة خصوصا الفرامل (المكابح) لكن ما يهمني عند شراء السيارة هو مواصفات الاستخدام من ناحية المحرك والسعة ووسائل الرفاهية الأخرى، أما أنظمة السلامة بالرغم من أهميتها لكن إذ كانت على حساب زيادة السعر في السيارة فلا تهمني، كوني اكتفى بفحص السيارة ميكانيكياً بشكل دوري للتأكد من سلامة وصلاحية جميع مكوناتها تجنباً للأعطال والحوادث.
تعمل على تخفيف عواقب الحوادث
فيصل القحطاني- من مرور السير في مدينة الرياض يقول بأن أنظمة السلامة وخصوصاً أحزمة الأمان والوسائد الهوائية تعمل على تخفيف عواقب الحوادث التي لا يمكن تفاديها، مشدداً على أهمية ربط حزام الأمان كونه يساعد على تخفيف الإصابات أثناء الحادث، أما الوسائد الهوائية فهي عامل مساعد قد تؤدي إلى نتائج عكسية على السائق أثناء الحادث إذا لم يكن رابطاً لحزام الأمان.
موضحاً بأن هناك وسائل يعتقد السائق بأنها من أنظمة السلامة مثل أنظمة إغلاق الأبواب بينما هي في الأصل ومن خلال ممارستا وجدنا بأنها في بعض الأحيان تُعيق إنقاذ المصابين أو السائق أثناء الحادث وخصوصاً في حالة حصول حريق للسيارة.
مطالباً شركات صناعة السيارات والمواصفات والمقاييس بالعمل على إيجاد حلول تحد من سرعة اشتعال الحريق في الديكور الداخلي للسيارة. مبيناً بأن قائد السيارة يظل هو صاحب الدور المهم في السلامة بعد عناية الله أثناء القيادة، وذلك من خلال اتباعه لأنظمة وإرشادات المرور، وأيضاً العمل على فحص السيارة أو المركبة بشكل دوري ومنتظم، وتجنب السرعة ومراعاة أحوال الطريق والآخرين.
القدرة الشرائية للمستهلكين
مدير مبيعات في إحدى شركات السيارات فضَّل عدم ذكر اسمه يقول بأن أنظمة الأمان والسلامة في السيارات أصبحت من الضروريات لما لها من فوائد في التخفيف من الإصابات عند الحوادث، ومن تلك الأنظمة نظام منع الانزلاق الذي انتشر في الكثير من السيارات، والذي تتلخص فكرة عمله أو فائدته في أنه عند اندفاع زيت المكابح إلى الإطارات أو العجلات ومنعها من الحركة والدوران يقوم النظام (ABS) بتخفيف هذا الاندفاع أو الضغط بنسبة معينة، مما يتيح للإطارات القدرة على الحركة والدوران مع الحفاظ على تقليل سرعة السيارة، وبالتالي يؤدي إلى توقف السيارة بأمان دون انزلاق، وبكامل التحكم والاتزان.
وعن أتهام بعض المستهلكين لشركات السيارات بعدم الاهتمام بأنظمة السلامة قال بأنه قد يكون هناك البعض من الوكلاء يتعمدون طلب سيارات من دون نظام منع الانزلاق (ABS) لتقل تكلفة الشراء من المصنع ويكبر هامش الربح لديهم عند البيع، معزياً السبب في ذلك إلى القدرة الشرائية للمستهلكين، حيث أن بعض المستهلكين (بحسب قوله) لا يهتمون كثيراً بوجود هذا النظام. لكن بقية وسائل وأنظمة السلامة مثل حزام الامان والوسائد الهوائية (air bag) تكاد تكون موجودة في جميع السيارات خصوصاً الحديثة.
تقنيات حديثة للسلامة
يؤكد خبراء في مجال سلامة السيارات بأن التطور في تجهيزات أنظمة السلامة في السيارات لم يكن وليد اللحظة بل كان تدريجياً حيث بدأ عهد معايير السلامة الحديثة للمركبات في عام 1958، عندما أسست الأمم المتحدة المنتدى العالمي لتنسيق الأنظمة المتعلقة بالمركبات. وقد قامت وكالة (UNECE) التابعة للجنة الاقتصادية الأوربية في الأمم المتحدة بإرساء مجموعة من المعايير الدولية لسلامة المركبات منها المصابيح والعدادات والفرامل وأنظمة كبح الحركة وقدرة السيارة على حماية راكبيها.
وقالو بأن الاهتمام بتزويد تجهيزات السلامة داخل المركبة في الدول المصنعة للمركبات بدأ منذ الستينات الميلادية من خلال أضافة حزام الأمان ووسادة الرأس للحماية من إصابات الرقبة أثناء الاصطدام الخلفي. وأضافوا بأن الأعوام الماضية شهدت تطورات عديدة في مجال تقنية السلامة في السيارات، تركزت بشكل أساسي في إتاحة المزيد من أنظمة الأمان والسلامة للركاب حيث توجه مصنعي السيارات والمركبات إلى تعزيز درجة الأمان والسلامة فيها من خلال إضافة الوسادة الهوائية للسائق، والتي تطورت فيما بعد إلى وسائد هوائية أمامية وجانبية، وستائر حماية الرأس وقضبان مانعة للانقلاب وغيرها. مشيرين إلى أن أهم التقنيات الحديثة في مجال السلامة في السيارات، هي نظام مانع الانزلاق الإلكتروني الذي يعمل على كشف الانزلاق ومنعه.
سلامة مستخدمي السيارات
ومثل ما تلعب أنظمة السلامة والأمان دوراً في تخفيف الحوادث، فإن قطع غيار السيارات المغشوشة والمقلدة والرديئة تسبب أضراراً كبيرة للسيارات ولها تأثيراً كبيراً على أرواح المواطنين وعلى الاقتصاد، باعتبار أن جميع الأجزاء أو القطع التي تدخل في تركيب السيارات والمركبات ضرورية مهما كان دورها، لذلك فإن تعطيلها بصفة مفاجئة قد يؤدي إلى حوادث كارثية.
وعلى إثر ذلك قالت وزارة التجارة والصناعة بالمملكة العربية السعودية (بحسب جريدة اليوم الصادرة بتاريخ 6 إبريل 2013 العدد 14540) أنها استعانت بمختبر عالمي يُعد الأول من نوعه في المملكة ودول الخليج العربية لفحص قطع غيار السيارات المغشوشة ومعرفة مدى جودتها ومطابقتها للمواصفات القياسية المعتمدة لضمان سلامة مستخدمي السيارات، انطلاقا من حرص الوزارة على مكافحة الغش التجاري في قطع غيار السيارات والتقليل من الحوادث الناتجة عن استخدام قطع الغيار المقلدة والمغشوشة مشيرةً إلى أنها تسعى إلى الاستعانة بالمزيد من هذه المختبرات النموذجية والعالمية مما يسهم في تقليل نسب الحوادث المرورية والحفاظ على سلامة وحياة المستهلك وممتلكاته.
نفحص أكثر من 73 جزء بالمركبة
الدكتور/ حمدان بن نايف الجهني المدير التنفيذي للفحص الفني الدوري للسيارات بالمملكة العربية السعودية قال أن الكثير من قائدي المركبات ليس حاذقاً بكيفية عمل المركبة وصيانتها، والبعض الآخر ليس لديه أدنى مستويات الإلمام بأدائها وبطريقة عملها، فالمركبة تستهلك جميع مكوناتها دون أن نشعر.
مضيفاً بان محطات الفحص الفني لها أهميتها القصوى التي تُعد أحد أهم برامج سلامة المرور، فهي القادرة على تأمين الإجراءات الوقائية التي تقلل من مخاطر الحوادث، وهي الكفيلة ببيان حالة المركبة وما تحتاجه. كذلك تقوم محطات الفحص بتحديد أي خلل فني واكتشاف الأعطال الوشيكة الحدوث والعمل على تلافيها قبل تفاقمها.
لافتاً إلى أن الفحص الفني بالمملكة يعتبر الأفضل والمتميز بين منشآت الفحص بالعالم، حيث يقوم بفحص أكثر من 73 جزء بالمركبة تتصف بالدقة والشمولية ويحقق الطمأنينة لقائدي المركبات.
منوهاً إلى أهمية الاهتمام بالسلامة المرورية وبالفحص والصيانة الدورية للمركبات كل ستة شهور على الاقل. ودعا الجهني إلى تكاتف جميع القطاعات للعمل يداً بيد على رفع مستوى وعي المجتمع في مجال السلامة المرورية لتشمل السلامة في استخدام الطرق العامة والسلامة بالقيادة وسلامة المركبات والمحافظة عليها.
المصادقة على شهادات المطابقة الخليجية
هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قالت أنها قامت بجهود كبيرة لإلزام جميع الشركات الصانعة للسيارات باللوائح الفنية الخليجية حماية لسلامة وأمان مستخدميها في المجتمع الخليجي، حيث اخذت الهيئة على عاتقها تأمين سلامة السيارات وذلك من خلال إصدار عدد من اللوائح الفنية الخليجية(مواصفة قياسية إلزامية) تلزم المصنعين بمتطلبات السلامة سواء لهيكل السيارة أو الأنظمة المزودة بها.
مضيفتاً بانها تقوم إذا دعت الضرورة بزيارة المصانع في الدول المصنعة للسيارات للاطلاع على خطوط انتاجها والتأكد من مستوى أنظمة جودتها، وكذلك الاطلاع على بعض اختبارات السلامة للسيارات.
لافتتاً إلى أن مسؤوليتها تتوقف عند المصادقة على شهادات المطابقة الخليجية لإثبات استيفاء السيارات لجميع متطلبات اللوائح الفنية الخليجية والتي يلزم الحصول عليها للدخول القانوني إلى الأسواق الخليجية، حيث يتم التأكد من ذلك عبر تقديم الشركات الصانعة للسيارات طلباً لمصادقة الهيئة على الإقرار الذاتي بالمطابقة (شهادة المطابقة من المصانع)، مع إرفاق ما يثبت هذه المطابقة والمتمثلة في تقارير الاختبارات المتطلبة في اللوائح الفنية الخليجية.
مشيرتاً إلى أنها تقوم بتوزيع نسخ من تلك الشهادات على المختصين بدول المجلس ومتابعة المصنعين لتحمل كافة الجوانب القانونية التي تحدد مسؤوليتهم مثل استدعاء السيارات المنتجة من قبلهم في حالة ظهور عيوب تصنيعية عليها.
منوهتاً إلى أن جميع السيارات الجديدة التي يتم تسويقها في السوق الخليجية المشتركة يجب أن تكون مطابقة للوائح الفنية الخليجية المعتمدة والتي تحدد متطلبات السلامة والأمان لمستخدمي هذه السيارات.