لشهادات الجودة دور مؤثر في أداء خدمات متميزة وكذلك عملية التصدير للمنتجات حيث يعتمد المستوردون على تلك الشهادات للوثوق بالسلع والمنتجات، وقد اعتبرت منظمة التجارة العالمية أن أهم المتطلبات الأساسية التي تؤكد عليها كضمان للتميز والتنافس هي جودة المنتجات والخدمات وفقاً لمتطلبات المواصفات القياسية الدولية، ففي ظل هذا العصر الذي يتسم بالتنافس الشديد نجد أن إحدى أهم المميزات التي تميز الدول والشركات الرائدة هي مدى التزامها بالمواصفات القياسية لكافة منتجاتها وخدماتها وحصولها على شهادات الجودة في مختلف المجالات.
تسعى الشركات الصناعية محلياً وإقليمياً ودولياً وبمختلف أنواعها وأنشطتها إلى الحصول على شهادات أنظمة الجودة المختلفة، كشهادات الايزو، نظام ممارسات التصنيع الجيد GMP، نظام شهادات المطابقة، نظام إدارة تحليل المخاطرHACCP، نظام إدارة سلامة الغذاء 22000،علامة الجودة، علامة حلال، شهادة تسجيل المنتجات، إلى أخرها من الأنظمة والشهادات التي ربما سنشهدها مستقبلا لتواكب تطوير الأنظمة العالمية في مجال الصناعات والخدمات حتى تحقق رضا العملاء وتحقق الفاعلية من خلال الحد من الأخطاء وإهدار الموارد وبما يؤدي إلى التحسين المستمر الذي يؤدي بدورة إلى زيادة حجم أعمال الشركات ودخولها أسواق جديدة للحصول على حصة أكبر من المنافسة. إلا أن تلك الأنظمة والشهادات التي يعرف ماهيتها وأهميتها جيدا ذوي العلاقة من المصنعين والتجار والأجهزة المعنية بالرقابة كأجهزة التقييس، تكاد تكون غير معروفة عند الكثير من المستهلكين الذين يسمعون عنها أو ربما يقرئونها كعناوين بطريقة عابرة من خلال بطائق بيان بعض السلع والمنتجات التي تكتب عليها، وهنا ونظراً لأهمية ذلك سنحاول إيجاز ما قد تطرق إليه الكثير من المهتمين والخبراء في هذا المجال كتعريف وأهمية، علها تصل إلى المستهلك ليكون لديه نوع من المعلومة المتعلقة بثقافته الاستهلاكية وكجزء من ثقافة التقييس بشكل عام.
حيث تعرف منهجية إدارة الجودة الشاملة بأنها منظومة موجهة لإدارة جودة كل من المنتجات والعمليات والموارد الخاصة بالمنشاة بغرض الوفاء باحتياجات العملاء والحفاظ على رضا العميل من خلال التحسين المستمر.
ويعتبر نظام الآيزو أداة أو وسيلة لتصحيح الأخطاء الإدارية وضمان عدم تكرارها ويحدد المسؤوليات الإدارية والصلاحيات والمحاسبة على الأخطاء، كما يعتبر نظام رقابة وتفتيش للتأكد من مدى تحقيق شروط الجودة لتلبية رغبات العملاء والمستهلكين.
وتكمن فوائد حصول الشركة أو المنشاة على شهادة الايزو بأنها تعتبر الخطوة الأولى لإرضاء المستهلك وتزيد من ثقته بها وتساعد المنشاة أو الشركة على طرح ومنافسة خدماتها أو منتجاتها في الأسواق المحلية والعالمية، وتعمل على تمكين المنشأة من تحليل المشكلات التي تواجهها وتجعلها تتعامل معها من خلال الإجراءات التصحيحية والوقائية لمنع حدوث مثل تلك المشكلات مستقبلا. أيضا تعمل على تحسين جودة الخدمة والمنتج وتلبية متطلبات ورغبات المستهلكون ورضاهم عن منتجات وخدمات المنشأة أو الشركة. إضافة إلى أنها تسهل التبادل التجاري وتوحد الأنماط والأسس المتبعة في أرجاء العالم.
أما نظام ممارسات التصنيع الجيدGMP فهو نظام لمراقبة الجودة والتحكم في عمليات إنتاج وتخزين وتوزيع وتسليم المنتجات، ويعمل على القضاء أو التقليل من احتمال تلوث المنتجات من المصادر الداخلية والخارجية في الشركة المصنعة. ويهدف إلى أن المُنتج الحاصل على النظام مطابق للمواصفات القياسية، ويرفع القدرة التنافسية للمنتجات في الأسواق المحلية والخارجية ويضمن الجودة والتحسين المستمر لكسب ثقة العملاء.
فيما يهدف نظام إدارة تحليل المخاطر HACCP ونظام إدارة سلامة الغذاء 22000 إلى تطبيق نظم للرقابة على الجهات المنتجة للأغذية من أجل تقديم منتج غذائي سليم يمكن تحقيقه من خلال تطبيق النظامين. وتكمن فوائد حصول الشركات على شهادة HACCP وشهادة 22000 بأنها تقوم بتخطيط وتطبيق وتنفيذ وصيانة وتحديث نظام لإدارة سلامة الغذاء بحيث يهدف إلى تقديم منتجات آمنة للمستهلك، وتلتزم بالمتطلبات القانونية والتشريعية المتعلقة بسلامة الغذاء، وتعمل على توصيل مفهوم سلامة الغذاء بشكل فعال للشركات الموردة والعملاء والأطراف الأخرى المعنية بسلسلة الإمداد والتوريد في مجال الغذاء، كما تقوم بتقييم مطابقة المنتجات الغذائية فيما يتصل بسلامتها وتأكيد مدى التزامها بالرقابة على المخاطر المتصلة بسلامة الإجراءات على مختلف عمليات الإنتاج.
وتعرف علامة الجودة بأنها العلامة التي اعتمدتها أجهزة التقييس الوطنية للدلالة على مطابقة السلع للمواصفة القياسية وعلى أن المنشأة لديها نظام رقابة ذات جودة عالية، ووجود علامة الجودة (وهي اختيارية) على سلعة ما يعنى أن هذه السلعة تم فحصها واختبارها والتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المعنية وأن المنشأة المنتجة لها تطبق نظاماً متكاملاً لضبط الجودة واستيفاء المعايير والاشتراطات المطلوبة بما يضمن قدرة تلك المنشأة على تقديم المنتج بالجودة المطلوبة. ومن مميزات الحصول على علامة الجودة أنها تعد وسيلة مهمة لإرشاد المستهلك نحو السلع المطابقة للمواصفات القياسية وتساهم في زيادة مبيعاتها وثقة المستهلك بها وتعزز قدراتها التنافسية في الأسواق المحلية والعالمية وتسهل عقد اتفاقيات التصدير مع الدول الخارجية وتؤهل المنشآت للحصول على جوائز الجودة المحلية والدولية وتعزز سمعة وشهرة المنشآت الحاصلة على العلامة محلياً وإقليمياً ودولياً كما تسهل انسيابية دخول السلع الحاصلة على العلامة عبر المنافذ الجمركية.
كذلك هنالك شهادة التسجيل للمنتجات، هذه الشهادة تضمن أن المنتج الحاصل عليها مطابق للمواصفات القياسية المعتمدة وتسهل الإجراءات في المنافذ للمنتج المستورد وتعمل على حصر المنتجات في الأسواق المحلية. وهناك علامة الحلال التي تدخل في مجال الغذاء ومستحضرات التجميل والعناية الشخصية، حيث تكمن أهمية هذه العلامة بأنها توضح أن المُنتج/الغذاء يتوافق مع الشريعة الإسلامية.
تتسابق أغلب الشركات المصنعة عالميا للحصول على شهادة وأنظمة الجودة لكسب ثقة المستهلك محليا وإقليميا ودوليا، وفي خضم هذا التنافس تقف أغلب الأجهزة الرقابية المعنية بذلك عاجزة عن توفير المتطلبات الأساسية لمواكبة ذلك التسابق الذي لا شك بأنه سيساهم في انتعاش الاقتصاد الوطني لكل دولة.
*رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام بالهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة سابقاً.