بحسب بعض الإحصائيات يقدر عدد إطارات السيارات التي يتم استهلاكها في العالم سنوياً بأكثر من مليار إطار يتم التخلص من 60 % منها إما بالحرق لتوليد الطاقة في المصانع وغيرها أو بالدفن والإلقاء في البحر.
وبينت بعض التقارير أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تتلف أكثر من 200 مليون إطار سنوياً، والكمية مرشحة للزيادة، لتشكل بذلك تهديداً كبير على الإنسان والبيئة، فالكميات المتزايدة سنوياً من إطارات السيارات المستعملة والتالفة تُعد من أهم التحديات التي تهدد سلامة البيئة وتؤثر على صحة الإنسان وحياته باعتبارها مصدراً للتلوث وإهداراً للموارد الطبيعية.
ولم يقتصر خطر الإطارات المستعملة على الإضرار بالبيئة، بل تعدى ذلك ليصل إلى الإنسان من خلال تهديده لحياته بما تسببه من إزهاق للأرواح والإصابات البليغة نتيجة حوادث السيارات.
كما تأتي خطورة هذه الإطارات كون مكوناتها صعبة التحلل طبيعياً وقابلة للاشتعال، وتزداد خطورتها عند ملامستها لمواد حمضية حيث تفرز بعض المواد الكيماوية التي يتم امتصاصها في الأرض مما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية، كما تعتبر أكوام الإطارات بيئة ومستنقع للحشرات والكائنات الضارة بالإنسان والأرض بما تحتويه من مناخ زراعي وهواء نقي، وتمثل الإطارات التالفة قلقاً بالغاً للمختصين في مجال الدفاع عن قضايا البيئة، حيث ينبع هذا التخوف والقلق من صعوبة إمكانية التخلص من هذه الإطارات خاصة أن طرق معالجة وإعادة تدوير الإطارات التي اتبعتها الكثير من الدول كانت لها نتائج أدت إلى مشاكل معقدة وألحقت أضرارا بالغة بالإنسان والبيئة المحيطة به.
وتعد إطارات السيارات والمركبات الأخرى التالفة عبئاً بيئياً على الدول المستهلكة لها، بل وتشكل طريقة التخلص منها عن طريق الحرق بيئة صحية سيئة، وذلك بما تنتجه من انبعاثات للعديد من الغازات السامة، مثل أكاسيد الكبريت والكربون والرصاص، ويزداد حجم هذه المشكلة في الدول العربية التي تستهلك أعداد ضخمة من الإطارات.
فعلى سبيل المثال تستهلك المملكة العربية السعودية 23 مليون إطار سنويا، بينما تستهلك مصر 20 مليون وتستهلك دولة الكويت أكثر من مليون إطار سنوياً مقارنة بعدد سكانها.
أضف إلى ذلك ما يسببه حرق الإطارات من ضرر بالبيئة المائية، حيث يؤدي إلى تحلل حراري ينتج مركبات سائلة سامة تتسرب إلى المياه الجوفية، مثل الكادميوم والكروم والرصاص والسلنيوم والزنك، وتتسبب في تلوثها بمواد حمضية تلحق ضرراً بالحياة البرية النباتية والحيوانية، كذلك تسبب مخلفات الحرق نوعين مختلفين من تلوث التربة وهما تلوث مباشر ناتج عن تحلل السوائل التي في التربة إذا كانت التربة تسمح بذلك، وتلوث تدريجي ينتج عن الرماد والمخلفات غير المحترقة بعد سقوط المطر عليها أو اختلاطها بالمياه من مصدر آخر.
وقد حذر عدد من المهتمين والخبراء بمجال حماية البيئة من النتائج الخطيرة الناجمة عن حرق الإطارات التالفة أو التخلص منها بشكل عشوائي، وذلك لما له من أثار وأضرار سلبية على البيئة والصحة العامة، معتبرين أنها تمثل جريمة بيئية مكتملة المعايير والأركان تمارس بانتظام في العديد من الدول وخصوصاً العربية منها، كما أنها تمثل واحدة من أخطر أنواع النفايات وذلك بسبب صعوبة التخلص منها وعدم وجود قوانين فعالة تفرض عقوبات رادعة على من يتعامل مع مخلفاتها بشكل يضر البيئة، وتوضح كيفية التعامل معها في وقت يصعب التخلص منها بطرق غير ضارة بالبيئة.
ومع ازدياد حجم هذه المشكلة التي تحتاج إلى حلول جذرية خاصة مع تزايد عدد الإطارات المستهلكة يوماً بعد يوم، طالب الخبراء والمتخصصين بالشأن البيئي بوضع استراتيجية وأفكار مبتكرة صديقة للبيئة لتدوير هذه الكمية الكبيرة من الإطارات التالفة والتي تتزايد سنوياً للتخلص من أحد مخاطر البيئة، كما رأى البعض منهم بأن الحل الوحيد والمناسب للتخلص من هذه الإطارات بطرق آمنة هو إعادة تدويرها أو حرقها داخل أفران مخصصة لذلك أو تقطيعها ثم استخدامها كمواد أولية لرصف الشوارع وغيرها.
*المراجع: موقع موسوعة البيئة (إعادة تدوير الإطارات)
موقع صحيفة إيلاف (إطارات السيارات التالفة خطر يهدد البيئة)