تزدحم أسواقنا بالكثير من ألعاب الأطفال وعلى درجات متفاوتة من الجودة منها ما قد تكون ضارة بصحة الأطفال وسلامتهم، ومن خلال ما هو متداول ومعروض في الأسواق من لعب للأطفال نجد أن الكثير منها تثير المخاوف لدى أغلب المستهلكين سيما وأن قليلين منهم فقط من يستطيع التمييز بين ما هو آمن وما هو غير آمن.
ومن هـنا أصبح لزاماً على الجهـات التشريعية والرقابية الاضطلاع بمسئوليتها تجاه المستهلك والمجتمع فيما يخص هذا الجانب وذلك من خلال تبنيها لقوانين تحفظ لشريحة الأطفــــال حقوقها المتمثلة في إيجاد لعب محاطة بكل معايير السلامة والأمان، ولضمان تلك الحقوق وإبعاد أطفالنا عن المخاطر والأضرار تبنت هيئة التقييس لدول مجلس التعاون إصدار منظومة تشريعية لضبط عدد من المنتجات في السوق الخليجية المشتركة التي يتعامل معها المستهلك بشكل شبه يومي بهدف تحقيق وتوفير مستوى عال من الحماية للمستهلك من مختلف المخاطر الناجمة عن استخدام تلك المنتجات التي قد تكون غير سليمة وآمنة الاستخدام.
إن تنفيذ المنظومة التشريعية الخليجية للتحقق من المطابقة على المنتجات التي شملتها المنظومة وعلى وجه الخصوص لعب الأطفال، سيحد من دخول أو إنتــــــاج لعب غير مطابقة للمتطلبات والاشتراطات الفنية التي تضمنتها اللائحة الفنية الخليجية.
ومن هــذا المنطلق نستطيع القول بأن مسألة مكافحة السلع والمنتجات التي تتسبب بالمخاطر والأضرار على صحتنا وصحة وسلامة أطفالنا ليست مسئولية جهة بعينها بل هو قاسم مشترك بين جميع جهات وفئات المجتمع والتي تأتي على رأسها الجهــــــات التشريعية والرقابية بما تقوم به من إعدادٍ لمواصفات قياسية ولوائح وشروط فنية تخدم المستهلك وتحافظ على صحته وسلامته. وعلى سبيل المثال فقد قامت هيئة التقييس بوضع شارة أوعلامة سميت بشارة المطابقة الخليجية للسلع والمنتجات المنظوية تحت المنظومة التشريعية لضبط المنتجات في السوق الخليجية ومنها لعب الأطفال حيث تدل الشارة على أن اللعبة صُنعت وفقاً للمتطلـبات الأساسية في اللـوائح الفنية الخليجية وبأنها سليمــــــة وآمنة لكل من يستخدمها.
ليأتي بعد ذلك دور المصنعين والمستوردين من خلال التزامهم بوضع الشارة وكذلك البيانات الإيضاحيــــــة الأخـــــــرى بشكل واضح وفي مكــــان بارز يسهل الاطلاع عليها وقراءتها من قبل المستهلك.
ولعل الحلقة الأخيرة المعول عليها في وضع حد لغش المنتجات بشكل عام ولعب الأطفال على وجه الخصوص هم المستهلكون الذين أصبح الكثير منهم على درجة عالية من الوعي بما يقوم به من اطلاع وقراءة للبيانات الإيضاحية للمنتج قبل شرائه وبحثـــــــه عن شارة المطابقة الخليجية في اللعبة.