وفقاَ لأحدث أبحاث السوق (من لوسينتيل) (الشركة المتخصصة في الأبحاث الدولية ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية)، من المتوقع أن تصل صناعة مستحضرات التجميل العالمية إلى 630 مليار دولار بحلول عام 2017، وبمعدل نمو سنوي مركب قدره 3.4 % خلال السنوات الخمس المقبلة .
وتمثل أوروبا السوق التقليدية الرائدة في مستحضرات التجميل، وهو يمثل ما يقرب من نصف السوق العالمية، كما أنها أيضاً أكبر مصدر لمستحضرات التجميل في العالم، مع أن 62 % من منتجاتها التجميلية يجري تسويقها خارج أوروبا. ويلعب الإبداع والابتكار المحرك والدافع الأساسي في سوق مستحضرات التجميل اليوم، وخاصة العلاجات والمركبات الجلدية.
منتجات التجميل في مجلس التعاون الخليجي
بعد ربع قرن من النمو الاقتصادي القوي الذي بلغ متوسطه 5.6% سنوياً في الدول الست في دول مجلس التعاون الخليجي بين عامي 1990 و 2015 . ووفقاً لـ (Euromonitor) فإن سوق مستحضرات التجميل السعودي هو الأكبـر في منطقة الشرق الأوسط، والذي يقدر بأكثر من 60 مليار ريال سعودي سنوياً، مع توقع معدل نمو سنوي قدره 11%، يليه سوق الإمارات العربية المتحدة حيث واصلت خدمات التجميل والعناية الشخصية تحقيق أداء إيجابي في عام 2015م.
تقييم المخاطر للمنتجات التجميلية
لتقييم المخاطر دور رئيسي في تحليل المخاطر المختلفة، وفهم الأسباب الكامنة، وإلقاء الضوء على الأولويات. وهذا التقييم هو أنسب أداة لمعالجة مسألة سلامة منتج معين. ويعتبر الإطار التشريعي أداة حاسمة ومحددة لإيجاد توازن بين المخاطر التي تواجه إدارة الصناعة والقدرة التنافسية لها وقابليتها الاقتصادية.
ولا يوجد تعريف مقبول دولياً أو متوائم للمنتجات التجميلية لأن الأطر التشريعية بين الأسواق المختلفة تختلف اختلافاً كبيراً، وتتبع الأطر التنظيمية الحالية لمستحضرات التجميل في الأسواق الرئيسية نموذجين واسعين:
- نموذج لتعريف واسع لمستحضرات التجميل.
- نموذج لتعريف ضيق لمستحضرات التجميل.
وبالتالي، فإن الفرق الأول بين الإطار التشريعي (التنظيمي) للأسواق الرئيسية ينشأ من تصنيف المنتجات ضمن النموذجين المذكورين أعلاه. وكمثال على تعريف النظام الواسع، يمكن أن يكون التعريف الأوروبي لمنتج مستحضرات التجميل هو المرجع. ويتم تصنيف تشريعات المنتجات كمستحضرات تجميل تشترك في بعض أوجه التشابه، لا سيما مسؤولية المنتج عن السلامة، ومسؤولية مسح السوق من قبل السلطات التنظيمية، وغياب متطلبات الموافقة قبل السوق؛ وسلامة المنتجات هي في الأساس مسؤولية مشتركة بين الحكومة والموردين والمستهلكين وأصحاب المصلحة الآخرين.
ويمكن تقييم المخاطر بطرق مختلفة؛ فهناك مجموعة من الأساليب التي استخدمت لتحديد المخاطر بالنسبة للمنتجات الاستهلاكية، مثل: ACCC Consumer Product Safety Nomograph Tool أو الطريقة الموصى بها لنظام الاتحاد الأوروبي للتبادل السريع للمعلومات (RAPEX).
وفي حين تم الاتفاق دائماً على المبادئ العامة لتقييم المخاطر، فإن كيفية تحديد المخاطر كمياً هي قيد التطوير الدائم. ويعتبر تقييم المخاطر هو الأساس الحاسم لإدارة المخاطر بالنسبة للدول.
وتستخدم الجهات التشريعية وقطاع الأعمال تقييم مخاطر المنتج لتحديد ما إذا كان يلزم اتخاذ إجراءات للحد من المخاطر، كما تضطلع الجهات التشريعية لسلامة المنتجات بدور الإشراف أو الإدارة لضمان امتثال الموردين للقانون وتوفير منتجات آمنة ومقبولة للمستهلك.
ويمكن استخدام تقييم المخاطر لتقييم فعالية المتطلبات التنظيمية القائمة قبل الوضع في السوق أو في عملية وضع متطلبات تنظيمية جديدة قبل الوضع في السوق، حيثما كانت هناك حاجة إلى هذا النوع من الإجراءات الحكومية للحد من المخاطر على المستهلكين.
ويتم الأخذ في الاعتبار في إدارة المخاطر- من بين اعتبارات أخرى- كل ما يتعلق بتقييم المخاطر لتحديد كيفية الرد على هذه المسألة عن طريق أدلة للتخفيف من أثر المخاطر أو الإبلاغ عنها (انظر الشكل التالي الخاص بعملية إدارة المخاطر في US CPSC):
كيفية إعداد تقييم المخاطر – باختصار
يعتمد تقدير المخاطر على عاملين رئيسيين هما:
- شدة إصابة محتملة لشخص یستخدم أو یتعامل مع المنتج.
-احتمال حدوث إصابة محتملة.
تقييم المخاطر الناجمة عن إخطارات مستحضرات التجميل
عندما نلقي نظرة فاحصة على المخاطر الناشئة عن منتجات التجميل، فمن المهم أن ندرك أن جزء من الإخطارات المتعلقة بمستحضرات التجميل لا تتجاوز 7% بمتوسط 4.3%، على مدى السنوات الـ 11 الماضية في أوروبا مقارنة مع مجموع الإخطارات ذات العلاقة بجميع المنتجات الاستهلاكية غير الغذائية.
وفي الفترة من 2005 إلى 2016، فإن أعلى مستوى من المخاطر هو بشكل لا لبس فيه الفئة الكيميائية من المخاطر مع استخدام المكونات الممنوعة، تليها المخاطر الميكروبيولوجية.
مؤخراً، أعربت FDA الأمريكية، عن نيتها لزيادة وعي المستهلكين حول أهمية الإبلاغ عن المشاكل المتعلقة بمستحضرات التجميل. وقدمت FDA بهذا السياق في ديسمبر 2016م تقارير عامة من (CAERS) للأحداث السلبية المتعلقة بمنتجات التجميل، وأظهرت التقارير تشابهاً كبيراً مع الخطرين الرئيسيين من تقرير التقييم الأوروبي.
وتقترح دراسة أجرتها الشركة البحثية (Nielsen) أن على المستهلكين تحمل المسؤولية المجتمعية متزايدة، لمناقشة استدامة المنتجات على الشبكات الاجتماعية والسعي إلى منتجات مستدامة وصديقة للبيئة. ويعني ذلك أن اتجاهات الاستــــــــدامة لا بد أن تستمــــر وأن تزيــــــد في المستقبــــل .
ونظراً لحجم سوق مستحضرات التجميل وأدوات العناية الشخصية، فإن هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أولت اهتماماً كبيراً بموضوع الصحة والسلامة في هذا القطاع المهم والحيوي، وعقدت العديد من البرامج التدريبية المتخصصة في هذا المجال استهدفت من خلالها المختصين في أجهزة التقييس الوطنية والجهات الرقابية والتشريعية والقطاع الصناعي بالدول الأعضاء، وقد تم إعداد لائحة فنية لمستحضرات التجميل على مستوى الدول الأعضاء والتي من المؤمل اعتمادها من مجلس إدارة الهيئة هذا العام.
*دكتوراه في الصيدلة
* متخصصة في إدارة التشريعات والجودة للمنتجات الصحية – فرنسا