أصبح الاعتماد وسيلة يُعتد بها في التجارة الدولية من خلال اعترافه بالجدارة والكفاءة الفنية لجهات تقييم المطابقة وذلك من أجل تعزيز ثقة العملاء في نتائج الاختبارات الصادرة عن تلك الجهات بمختلف أنشطتها (فحص ومعايرة، جهات تفتيش، منح شهادات) إلا أن أهم نشاط لجهات تقيم المطابقة يكمن في مختبرات الفحص والمعايرة التي تستند في تقييم كفاءتها الفنية على المواصفة القياسية الدولية ISO/IEC 17025.
لقد تبنت المنظمة الدولية للتقييس ISO، واللجنة الدولية الكهروتقنية IEC المواصفة القياسية ISO/IEC 17025 الخاصة بتحديد المتطلبات العامة لكفاءة أداء مختبرات الفحص والمعايرة كتعبير عن مدى أهمية جودة ودقة نتائج التقارير الصادرة عن تلك المختبرات سواء التي تتعلق بصحة الغذاء كالمختبرات الغذائية ومختبرات مياه الشرب والمختبرات البيطرية، أو المختبرات الكيمائية التي تفحص ملايين السلع والمنتجات الغذائية والكيميائية.
ويُعد تطبيق وتفعيل المواصفة القياسية الدولية ISO/IEC 17025:2005 التي تمت مراجعتها وتحديثها في عام 2017م لتواكب أحدث التغييرات في السوق والتكنولوجيا المتعلقة بمستجدات مختبرات اليوم هو المدخل الحقيقي لتطبيق نظام الاعتماد.
وقد جاء تبنى المواصفة القياسية الدولية الخاصة بكفاءة أداء المختبرات بهدف وضع الأسس والمعايير لبناء نظام جودة لمختبرات الفحص والمعايرة وتحسين قدرتها على تقديم نتائج مضمونة ودقيقة ومعترف بها محلياً ودولياً، لذلك ومن أجل الوصول إلى تلك النتائج والاعتراف تم إنشاء أجهزة نظام اعتماد وطنية وإقليمية ودولية لتكون مسئولة عن عملية تقييم الكفاءة الفنية لتلك المختبرات عبر المشاركة في برامج اختبار الكفاءة الفنية التي تُنظم من قبل جهات معتمدة تستند على تطبيق المواصفة الاشتراطية 1743 ISO/IEC وذلك وفقاً لسياسات تضمن سرية المعلومات المتعلقة بالمختبر التي تم الاطلاع عليها من قبل الجهات المعتمدة والمنظِمة لتلك البرامج التي تُعتبر من أهم المعايير التي تحدد مستوى كفاءة ودقة المختبر في أداء نتائجه ومعرفة أوجه القصور فيه، وفي حالة حصول المختبر على نتائج غير صحيحة أو غير مُرضية يجب عليه القيام بتحليل الأسباب ومراجعة الأداء ضمن إطار زمني محدد واتخاذ الإجراءات التصحيحية المناسبة والمشاركة في برامج اختبار لاحقه للتأكد من مدى فعالية الإجراءات التصحيحية المتخذة بأنها ناجحة وفعاله.
بنفس الوقت يجب على المختبر أن يكون لديه إجراء ضبط جودة النتائج ومراقبة الأداء بصورة مستمرة وذلك باستخدام الأساليب والطرق المختلفة المختصة بذلك، والمشاركة المستمرة ببرامج اختبارات الكفاءة كونها تضمن وتساعد على دقة الأداء المتميز والناجح للمختبر وتساهم في توفير الثقة من قبل الجهات الرقابية ووحدات أو مراكز الاعتماد التي تصادق عليه أو تعتمده.
أهدف اختبار الكفاءة:
يهدف اختبار الكفاءة الفنية إلى تقييم أداء المختبرات للقيام بعمليات الفحص والمعايرة ومعرفة المشاكل في المختبرات لوضع إجراءات التحسين ومعرفة مدى التطبيق لدقة أداء الأجهزة، وجودة المواد المستخدمة، وأداء الكادر الفني، وذلك من أجل استمرارية الثقة في أداء المختبرات من قبل عملائها وكذلك الأطراف المعنية الأخرى مثل الهيئات التنظيمية وهيئات اعتماد المختبرات وغيرها من الجهات ذات العلاقة.
فوائد اختبار الكفاءة:
– يعزز الثقة لدى الجهات الرقابية ومراكز الاعتماد والعملاء بكفاءة الفحص والمعايرة.
– يساهم في عملية التسويق للمنتجات محلياً وعالمياً ويحقق المنافسة العادلة والشفافة.
– يضمن الكفاءة والموضوعية والحياد في العمليات التحليلية.
– يوفر لدى إدارة المختبر آلية للرصد المستمر لفعالية المختبر ولمستوى أدائه.
– يتيح معرفة أسباب الاختلافات بين نتائج المختبرات، والتحقق من حسابات الارتياب.
– يساعد على تقديم منتجات ذات جودة ومطابقة للمواصفات القياسية.
– يمكن المختبر من الحفاظ على الاعتماد ويعزز حصوله على الاعتراف الدولي.
يتضح مما سبق بأن اختبار الكفاءة يستند على استخدام المقارنات البينية لتحديد أداء الجهات المستهدفة والتي قد تكون (مختبرات فحص ومعايرة، جهات التفتيش، مختبرات طبية) لاختبارات أو قياسات محددة بهدف رصد أدائها المستمر، حيث تلزم المعايير الدولية مثلISO/IEC 17011 والسياسة الصادرة من المنظمة الدولية لاعتماد المختبرات وهيئات الاعتماد أن تأخذ في الاعتبار مشاركة المختبرات ومستوى أداءها في اختبار الكفاءة كأداة موضوعية لإقرار أهلية الجهة للحصول على الاعتماد.
*رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام – الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة
المراجع:
– المتطلبات العامة لكفاءة مختبرات الفحص والمعايرة (( ISO/IEC 17025-2017
– موقع مركز المهنيين العرب.
– وحدة الاعتماد اليمني.
– مقالات عن كفاءة المختبرات والاعتماد (مجلة التقييس الخليجي).