استقبلت هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مقرها بمدينة الرياض سعادة أمين عام المنظمة الدولية للتقييس (آيزو) السيد سيرجيو موخيكا، يوم الأربعاء 10 يناير 2024م.
وخلال الزيارة جرى عقد اجتماع ثنائي بين مسئولي هيئة التقييس الخليجية وأمين عام المنظمة تم فيه مناقشة مجالات التعاون الحالية وفرص التعاون المستقبلية.
وفي بداية الاجتماع رحب سعادة رئيس الهيئة أ. سعود بن ناصر الخصيبي بأمين عام المنظمة، مشيداً بالعلاقات المتميزة بين الجانبين.
ومن جانبه أبدى سعادة أمين عام منظمة الآيزو سعادته بهذه الزيارة التي تعتبر الأولى للهيئة، منوهاً بالشراكة الاستراتيجية بين الهيئة والمنظمة في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين في 2017، وفي إطار سياسة الشراكة الإقليمية المعتمدة من مجلس إدارة الآيزو.
وفي الاجتماع قدم الدكتور زكي الرباعي- رئيس قسم التسويق والعلاقات الدولية بالهيئة عرضاً تعريفياً شاملاً عن دور الهيئة ومهامها وأبرز إنجازاتها على الصعيد الخليجي والإقليمي والدولي، كما تناول مجالات التعاون القائمة مع المنظمة الدولية للتقييس، شملت تبني المواصفات القياسية الدولية وترجمتها ودعم برامج بناء القدرات الفنية، والترابط الإلكتروني، والموائمة الاستراتيجية للخطة الاستراتيجية للهيئة 2025، والخطة الاستراتيجية للمنظمة 2030، ومشاركة الهيئة الفاعلة في دعم سياسة الشراكة الإقليمية للآيزو.
كما جرى خلال الاجتماع مناقشة أبرز فرص التعاون المستقبلية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها التغير المناخي؛ وأهداف التنمية المستدامة 2023، بما يسهم في دعم وتسهيل التبادل التجاري وتشجيع الصناعات وتعزيز التنافسية وحماية المستهلك والصحة العامة والبيئة، وحماية مصالح الدول الأعضاء، ودعم مواقفها الإقليمية والدولية.
وعقب انتهاء الاجتماع، نظمت هيئة التقييس الخليجية محاضرة بعنوان “دور التقييس في تعزيز التنمية الاقتصادية والاستدامة في السوق الخليجية المشتركة”، قدمها سعادة السيد سيرجيو موخيكا أمين عام المنظمة الدولية للتقييس، بمشاركة عالية المستوى من المسؤولين وصناع القرار، على رأسهم سعادة الأستاذ خالد السنيدي- الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسعادة المهندس سعود بن راشد العسكر- نائب محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة للمطابقة والجودة، وسعادة الأستاذ سليمان الدخيل- مدير عام مجلس الصحة الخليجي، وسعادة المهندس متعب الميزاني- مدير عام مركز الاعتماد الخليجي، وسعادة الأستاذ فهد بن صالح الخليف- المستشار التنفيذي لجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، والوفود المرافقة لهم، إضافة إلى عدد من سفراء التقييس والمختصين في الجهات ذات العلاقة.
وفي كلمته الترحيبية الافتتاحية، أكد سعادة الأستاذ سعود الخصيبي أن أهمية تنظيم المحاضرة تأتي في إطار دور هيئة التقييس الخليجية في تنفيذ الاتفاقية الاقتصادية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وإزالة المعوقات الفنية للتجارية وتسهيل انسيابية التجارة البينية، لتحقيق السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي ونقطة الدخول الواحدة، من خلال توحيد أنشطة التقييس، ومتابعة تطبيقها والالتزام بها، بالتعاون والتنسيق مع أجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء، بما يسهم بفاعلية في تنفيذ خطة وتوجهات الهيئة وتنفيذ استراتيجياتها، ويخدم الدول الأعضاء في تطوير وتعزيز البنية التحتية للجودة، كما تعمل على تطبيق أفضل الممارسات الدولية.
وأضاف سعادته أن الهيئة تسعى بجهود حثيثة لمواصلة مهامها وتعزيز مكانتها خليجياً وإقليمياً ودولياً انطلاقاً من رؤيتها الاستراتيجية 2025 في أن تكون بيت الخبرة الإقليمي الموثوق لأنشطة التقييس والممكن الأول للسوق الخليجية المشتركة، من خلال تطوير وتبني المواصفات القياسية، وموائمة إجراءات التحقق من المطابقة، ودعم البنية المترولوجية، لضمان سلامة المنتجات وكفاءة الخدمات وسهولة انتقالها في السوق الخليجية المشتركة وحماية المستهلك لتحسين جودة الحياة في الدول الأعضاء وتقوية اقتصاداتها للمنافسة في الأسواق العالمية، في إطار مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون الفني مع عدد من المنظمات المناظرة.
من جانبه، أشاد سعادة أمين عام الآيزو بالشراكة الاستراتيجية بين الهيئة والمنظمة، وأكد على دورها الفاعل على المستوى الإقليمي، ومساهماتها في تعزيز ودعم التقييس الدولي، وقد استعرض سعادته دور المنظمة الدولية للتقييس في إصدار المواصفات القياسية الدولية باعتبارها اللغة العالمية للتجارة بتوافق 170 دولة عضو في المنظمة، كما تناول سعادته دور المواصفات القياسية في جودة الحياة ودعم السوق الخليجية المشتركة وتحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز تنافسية المنتجات في السوق الخليجية والعالمية.
واختتم سعادته باستعراض الشراكة الاستراتيجية بين الهيئة والمنظمة؛ مؤكداً على التجربة الفريدة للهيئة في تبني أكثر من 17000 مواصفة قياسية دولية كمواصفات خليجية موحدة على مستوى جميع الدول الأعضاء بالهيئة، بما يدعم التقييس الدولي، ويسهم بفاعلية في تسهيل التبادل التجاري، وتعزيز أنشطة التقييس من خلال مواءمة المواصفات وبرامج بناء القدرات، وتبادل المعلومات، وأفضل الممارسات، وبرامج المعرفة، والخبراء.
تضمنت المحاضرة جلسة مفتوحة للحوار بين سعادة أمين عام المنظمة والمشاركين في المحاضرة، أكدت على أهمية تعزيز التعاون القائم بين الهيئة والمنظمة خصوصاً فيما يتعلق بالمواصفات القياسية الذكية، وموائمة اللجان الفنية، ودعم المحتوى العربي للمواصفات القياسية، وبرامج بناء القدرات، وأهمية مساهمة المنظمة في تنفيذ دراسات فنية لقياس أثر تطبيق المواصفات القياسية على الناتج المحلي للدول الأعضاء.
الجدير بالذكر أن المنظمة الدولية للتقييس (الآيزو) هي منظمة دولية مستقلة غير حكومية تضم في عضويتها 170 هيئة مواصفات وطنية، تأسست عام 1946، حيث اجتمع 65 مندوبًا من 25 دولة لمناقشة مستقبل التقييس الدولي. وفي عام 1947، ظهرت الآيزو رسميًا إلى الوجود مع 67 لجنة فنية. ومن خلال أعضائها، فهي تجمع الخبراء لتبادل المعرفة وتطوير مواصفات قياسية دولية اختيارية، وقائمة على توافق الآراء وذات صلة بالسوق والتي تدعم الابتكار وتوفر حلولاً للتحديات العالمية. وقد أصدرت المنظمة- حتى تاريخه- (25,135) مواصفة قياسية، تغطي العديد من المنتجات والخدمات والتكنولوجيا وسلامة الأغذية والزراعة والرعاية الصحية.