المترولوجيا والتغير المناخي

سيف علي سعدي

“انتهى عصر الاحتباس الحراري.. وحلّ عصر الغليان العالمي”. هذا ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في يوم الخميس بتاريخ27 يوليو/تموز في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك.

ودعا غوتيريش ضمن حديثه “البلدان المتقدمة إلى تقديم خريطة طريق واضحة وذات مصداقية لمضاعفة تمويل التكيف المناخي بحلول 2025″، مضيفاً أنه “يجب أن تتوافق أهداف الطاقة المتجددة الطموحة مع الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة”.

ولأجل أن يتمكن صناع القرار من تقديم أفضل القرارات الممكنة بشأن العمل المناخي، فإنهم بحاجة إلى الدقة في البيانات التي تقيس التغيرات المناخية، وهذا ما يوفره علم القياس حيث يوفر الثقة، ويوفر الدقة والموثوقية لبيانات المناخ والانبعاثات التي يمكن للحكومات والهيئات التنظيمية والصناعة الاعتماد عليها.

لذلك فإن دور المترولوجيا يجب أن يكون فعالاً لأجل الحصول على الدقة في قياسات المناخ، وكجزء من البرنامج الأوروبي لأبحاث المقاييس (EMRP) يتم تمويل MeteoMet (Meteorology for metrology) من قبل الاتحاد الأوروبي ويشارك فيه حوالي 21 دولة، واليوم، فهو يوحد مجالي المترولوجيا والأرصاد الجوية، حيث إنه نادراً ما عمل المجالان معًا في الماضي، لكن كلاهما أدركا أن لهما دورًا مشتركًا يلعبانه في تعزيز فهمنا لتغير المناخ.

ما هو التغير المناخي؟

هو تغير طويل المدى في متوسط أنماط الطقس التي أصبحت تحدد مناخات الأرض المحلية والإقليمية والعالمية، وتحتوي هذه التغييرات على نطاق واسع من التأثيرات المرصودة، ومن الأمور المسببة للتغير المناخي هي:

  • غازات الاحتباس الحراري بسبب النشاطات البشرية الصناعية وغيرها.
  • انعكاس أو امتصاص طاقة الشمس بسب قطع أشجار الغابات.
  • التغيرات في مدار الأرض ودورانها.
  • الاختلافات في النشاط الشمسي.
  • النشاط البركاني.. وغيرها من الأسباب.

ما هو MeteoMet؟

هو مشروع علمي دولي يهدف إلى تحسين طرق قياس بيئتنا. وفي مجال الأرصاد الجوية، هدفها هو توحيد طرق القياس في جميع أنحاء العالم لتحسين اتساق القياس ودقته، وتحسين جودة بيانات الأرصاد الجوية.

كما  ويجب على معاهد المعايرة الاهتمام بمعايرة وقياس أجهزة قياس المناخ مثل جهاز الضغط الجوي (Barometer)، وجهاز قياس الرطوبة (Hygrometer)، وجهاز قياس سرعة الرياح (Anemometer)، وغيرها من الأجهزة لأجل المشاركة في تقليل مخاطر التغييرات المناخية، والحرص على إقامة برامج وحملات توعية تشجع على التقليل من استخدام المواد غير الصديقة للبيئة مثل أكياس البلاستك لأجل الحد من آثار التغير المناخي، والحرص على استخدام الطاقة النظيفة في المباني والتي لها دور كبير في تقليل التلوث البيئي والالتزام بأهداف التنمية المستدامة التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة، وغيرها من الأمور التي تحد من حدوث التغير المناخي لأجل الحفاظ على كوكب الأرض من أي أضرار محتملة.

*مسؤول شعبة قياسات الكتلة والضغط – دائرة التقييس/ قسم المقاييس – الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية بالجمهورية العراقية

Comments (0)
Add Comment