تشارك هيئة التقييس لدول مجلس التعاون الهيئات والمؤسسات المماثلة في دول العالم احتفالها بيوم المترولوجيا العالمي الذي يصادف يوم 20 مايو من كل عام، والذي يأتي هذا العام تحت شعار “النظام الدولي للوحدات.. نحو استقرار أفضل “.
وفي كلمته بهذه المناسبة أكد سعادة الأستاذ سعود بن ناصر الخصيبي – الأمين العام لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون على دور المترولوجيا في مختلف أوجه الحياة اليومية، مشيراً إلى أننا نعتمد مثلاً في الرعاية الطبية بشكل كبير على القياسات “قياس تركيزات المواد الكيميائية في الدم”، أو مقدار جرعة الأشعة السينية، ونسترشد بنظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية لمعرفة المسافات من خلال الوقت المقاس بواسطة ساعات فائقة الدقة بالأقمار الصناعية، ونشتري قطع غيار تتوافق مع أخرى “الصامولة تركب على البرغي”. كل هذا والآلاف الأخرى من الأعمال اليومية التي نستمتع نحن بفوائدها من خلال نظام عالمي للقياس وهو “نظام الوحدات الدولي (SI Units)”.
وأوضح سعادته بأن اختيار شعار الاحتفال بهذه المناسبة لهذا العام جاء بعد موافقة المؤتمر العام للأوزان والمقاييس في 16 نوفمبر 2018م على أحد أهم التغيرات على النظام الدولي للوحدات (SI) منذ إنشائه، حيث يعتمد الآن على مجموعة من التعريفات يرتبط كل منها بقوانين الفيزياء وتتمتع بميزة القدرة على استيعاب مزيد من التحسينات في علوم وتكنولوجيا القياس لتلبية احتياجات المستخدمين في المستقبل لسنوات قادمة عديدة.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على هذه التغيرات في 16 نوفمبر 2018م وستدخل حيز التنفيذ في 20 مايو 2019م، وهو تاريخ تم اختياره ليتوافق مع الذكرى السنوية لتوقيع اتفاقية المتر عام 1875م حيث يُحتفل “باليوم العالمي للمترولوجيا” في حين أن التأثير المستقبلي للتغييرات سيكون بعيد المدى، فقد تم إيلاء اهتمام كبير لضمان أن تكون التعريفات الجديدة متوافقة مع التعريفات الحالية في وقت تنفيذ التغيير وعليه لن تكون هذه التغييرات ملحوظة لأي من المستخدمين العاديين لأدوات القياس، لكنها في نهاية المطاف تعني أنه قد تكون هناك تغييرات في طريقة ضمان مبدأ السلسلة في القياس (Traceability).
وأضاف سعادته “تستخدم التعاريف الجديدة لوحدات القياس “قواعد الطبيعة لإنشاء قواعد القياس”، وربط القياسات في النطاق الذري والكمي بتلك الموجودة على المستوى العيني (المايكروسكوبي)، وهي تحقق طموحًا جماعيًا لـ “النظام المتري” الذي يتمثل في توفير عالمية الوصول إلى الأساس المتفق عليه للقياسات في جميع أنحاء العالم. كما توفر الأساس للابتكارات المستقبلية في القياسات التي تتيح لتعريف وحدة الثانية (الوقت)، والمتر (الاطوال)، والأمبير (التيار) والكلفن (الحرارة) والمول (كمية المادة) للاستفادة من الظواهر الذرية والكمية (atomic and quantum) لتحقيق مستويات عالية من الدقة حدودها فقط قدرتنا على ملاحظتها.
تجدر الإشارة إلى أن يوم المترولوجيا العالمي هو احتفال سنوي لذكرى توقيع اتفاقية المتر الدولية في 20 مايو 1875م من قبل ممثلين من سبعة عشر دولة والتي تعتبر إطار للتعاون العالمي في علم القياس (المترولوجيا) وفي التطبيقات الصناعية والتجارية والاجتماعية لها، والهدف من اتفاقية المتر هو توحيد القياس في جميع أنحاء العالم حيث لا يزال مهما اليوم كما كان في عام 1875م، وقد انضمت المملكة العربية السعودية لاتفاقية المتر الدولية في عام 2011م، كما انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2015م، وتشارك جميع الدول الأعضاء في الهيئة بشكل فعّال في أنشطة وفعاليات المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (BIPM) المنبثق عن هذه الاتفاقية.