كلمة سعادة الأستاذ/ سعود بن ناصر الخصيبي
الأمين العام لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية
بمناسبة اليوم العربي للتقييس
25 مارس 2019م
تحت شعار “المواصفات القياسية.. والثورة الصناعية الرابعة”
تُشارك هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الهيئات والمؤسسات المماثلة في الوطن العربي الاحتفال باليوم العربي للتقييس، الذي يصادف 25 مارس من كل عام، وهو ذكرى تأسيس المنظمة العربية للمواصفات والمقاييس التي تم تأسيسها في 25 مارس 1968م في القاهرة كإحدى أجهزة جامعة الدول العربية. وقد تم دمج أنشطة المنظمة العربية للمواصفات والمقاييس في إطار المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين عام 1988م، وتم الاحتفال باليوم العربي للتقييس لأول مرة في 25 مارس 1999م.
وقد اختارت أجهزة التقييس العربية في إطار اللجنة الاستشارية العليا للتقييس التابعة للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين شعار “المواصفات القياسية.. والثورة الصناعية الرابعة” ليكون شعاراً للاحتفال بهذه المناسبة في هذا العام، وكان لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون شرف المشاركة لأول مرة في اختيار شعار هذا العام.
وجاء اختيار شعار “المواصفات القياسية والثورة الصناعية الرابعة” إيماناً بأهمية الدور الذي تلعبه المواصفات القياسية في هذه الثورة نحو الانتقال إلى عصر جديد، كما جاء كذلك مواكبة للتطورات الحديثة في مجال التقنية والتكنولوجيا، وتماشياً مع شعار اليوم العالمي للمواصفات الذي تم الاحتفال به في أكتوبر من العام الماضي 2018م تحت شعار “المواصفات القياسية الدولية.. والثورة الصناعية الرابعة”.
تبقى الحاجة إلى المواصفات القياسية مع كل تطور وثورة صناعية، ومثلما لعبت المواصفات القياسية دوراً كبيراً ومهماً خلال الثورة الصناعية الأولى قبل 250 عاماً بالانتقال من العمل اليدوي إلى الآلات وعمل المصانع، ودورها خلال عقود الزمن السابقة، فإنها بالتأكيد سوف تلعب أيضاً دوراً حاسماً في الثورة الصناعية الرابعة التي تحمل تحولات جوهرية تنقل الجميع الى عالم رقمي وافتراضي، والى اقتصاد المنافسة والإبداع والمواهب.
ومع تولي الروبوتات والذكاء الاصطناعي المزيد من المهام التي كان يقوم بها الإنسان، وبدء التصنيع بالطباعة ثلاثية الأبعاد وما تتميز به من السرعة الفائقة في إنجاز المهام ستتغير الطريقة التي تصنع بها السلع، وذلك سيؤثر أيضاً على التجارة والتواصل وأسلوب الحياة الذي كان سائداً من قبل، وتتمثل التحديات الجديدة لأجهزة التقييس في مواكبة هذه التطورات وسرعة التغيير بوضع مواصفات قياسية جديدة وتطوير المواصفات القياسية الحالية بإضافة ضوابط تضمن الاستعمال الآمن للتكنولوجيا الجديدة للحد والتقليل من المخاطر الناجمة عنها، وضمان الاستفادة المثلى منها.
ومواكبة لهذه التطورات تعمل هيئة التقييس لدول مجلس التعاون منذ إنشائها وبالتعاون مع أجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء ومن خلال شراكاتها مع مختلف المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجال التقييس إلى إعداد وتطوير المواصفات القياسية واللوائح الفنية وإصدارها كمواصفات قياسية ولوائح فنية خليجية موحدة، ومنسجمة مع الممارسات الدولية، بما يخدم الدول الأعضاء بهدف تطوير قطاعاتها الإنتاجية والخدمية وتشجيع الصناعات والمنتجات الوطنية، بالإضافة إلى تسهيل التبادل التجاري، وحماية المستهلك والبيئة.
وفي الختام.. لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أشيد بالجهود الكبيرة التـي تبذلها المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية في مجال التقييس، والشكر موصول إلى المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين. كما أتوجه في هذه المناسبة بالشكر والعرفان إلى جميع العاملين في مجالات التقييس وأنشطته المختلفة في الدول الأعضاء والدول العربية، وكل الداعمين للهيئة وللتقييس بكافة أنشطته ومجالاته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.