جودة الحياة والتنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية

ندا العامودي

تُعرف جودة الحياة بأنها مدى رضا الشخص عن حياته من خلال الصحة والرفاه المادي والجسدي والعاطفي، وفرص تطوير الذات، وإنشاء علاقات مع الآخرين، والحرية في اختيار أسلوب حياته والمساهمة في المجتمع، وإضافة لذلك تعتبر جودة الحياة مؤشراً كمياً ونوعياً لظروف الفرد الصحية والاقتصادية والاجتماعية وتأثير هذه الظروف وعلاقتها مع مستوى رضا المجتمعات والأشخاص وقبولهم لهذه المؤشرات ولأهدافهم الشخصية.

وفي المملكة العربية السعودية تم إطلاق رؤية 2030 التي توضح توقعات وأهداف المملكة على المدى الطويل، ومن المؤمل أن تساعد هذه الرؤية المجتمعات على تحقيق توقعاتهم وتطلعاتهم بناءً على الإمكانيات ونقاط القوة المميزة للمملكة.

وتشتمل رؤية المملكة على عدة برامج يمثل كل منها الأساليب الموضحة لكيفية تحقيق الرؤية عن طريق متابعة وتنفيذ الاستراتيجيات، ومن بين هذه البرامج برنامج التحول الوطني الذي يهدف إلى تعزيز القدرات الاقتصادية، وتحقيق التميز في الممارسات الحكومية، ورفع جودة الخدمات عن طريق الإسراع في نقل المشاريع الرقمية والبنية التحتية إلى أرض الواقع، وإشراك المستفيدين في عملية تسليط الضوء على التحديات وتقديم الحلول وتطبيق وتقييم أداء مبادرات البرنامج.

وتسعى المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي إلى أن تصبح من أوائل الدول التي تصل إلى مستويات عالية من جودة الحياة والتنمية المستدامة على المستوى العالمي وبدءاً من داخل المملكة حيث تتوافق أهداف التنمية المستدامة مع رؤية المملكة 2030.

إن مشاركة المملكة العربية السعودية في عدد من المؤتمرات المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة بصفتها عضواً في الأمم المتحدة يساهم في التحول الإقليمي والعالمي والوطني، ومن جانب آخر طورت المملكة استراتيجية لتنفيذ الأهداف الضرورية التي يعمل فيها القطاعان الحكومي والخاص معًا مع تحديد اثني عشر برنامجاً استراتيجياً لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، وخاصة تلك المتعلقة بجودة الحياة والتنمية المستدامة.

ومن بين البرامج آنفة الذكر برنامج جودة الحياة لعام 2020، والذي يركز بشكل أساسي على جعل المملكة العربية السعودية المكان المثالي للحياة للمواطنين والمقيمين والوجهة المثالية للزائرين، ويهدف هذا البرنامج إلى تمثيل جودة الحياة في المملكة من خلال ثلاث ركائز هي:
• الركيزة الأولى للبرنامج تتعلق بتحقيق أبرز البرامج المتعلقة بالخدمات المقدمة في المملكة.
• الركيزة الثانية للبرنامج تتعلق بدور السياحة في تحسين جودة الحياة في المملكة.
• الركيزة الثالثة للبرنامج تتعلق بالمشاريع الترفيهية في المملكة.

وكذلك يهدف برنامج جودة الحياة إلى تحسين أساليب حياة العائلات والأفراد مع بناء مجتمع يتمتع بأسلوب حياة أفضل، وبالبيئة الضرورية لتطوير ودعم خيارات جديدة لتحسين المشاركة في النشاطات الترفيهية والثقافية.

دور المملكة العربية السعودية في تحسين جودة الحياة

تحسين جودة الحياة في المملكة مرتبط بالتنوع الاقتصادي لتقليل اعتماد الدولة على النفط، وقد أطلقت رؤية 2030 حزمة إصلاحات تشمل إظهار التغيرات على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وتأسست الرؤية حول ثلاثة مظاهر هي:

• مجتمع حيوي يتمتع الأفراد فيه بحياة كريمة في بيئة ممتازة يجدون فيها الحماية والدعم بواسطة أسر تهتم بهم وأنظمة رعاية الصحية واجتماعية تقوم بتمكينهم.
• اقتصاد مزدهر يوفر فرصاً للجميع عن طريق بناء منظومة تعليمية متّسقة مع احتياجات السوق وتوفير فرص اقتصادية للشركات الصغيرة ورواد الأعمال والشركات الضخمة.
• مملكة طموحة تستند على حكومة فعّالة ومسؤولة وشفافة وعالية الأداء وتمكينية.

وبالنسبة للمملكة فإن الاقتصاد المزدهر يبدأ من التدريب والاستثمار في التعليم مروراً بدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة مع تسهيل حصولها على التمويل، وإنشاء لوائح وتنظيمات صديقة للأعمال التجارية، وإعطائها حصة أكبر في المناقصات الحكومية والشراكات الدولية، وبذلك يتم استقطاب المواهب ذات المؤهلات المطلوبة من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.

باعتبار كل ما سبق، فإن جودة الحياة تتماشى مع التالي:

1. رفع مستوى الخدمات الحكومية في نقاط مثل:
• الكفاءة المؤسسية.
• استراتيجيات المشاركة التفاعلية.
• الخدمات عبر الإنترنت.
2. حماية الموارد الحيوية عن طريق الممارسات التالية:
• احتياطي غذاء استراتيجي وآمن من أجل حالات الطوارئ.
• تعزيز تربية الأحياء المائية بالشراكة مع البلدان التي تمتلك موارد طبيعية مثل احتياطيات المياه والتربة الخصبة.
• استخدام المياه في الزراعة في المناطق المحتوية على مصادر مياه متجددة وطبيعية.
• التعاون مع العملاء والموزعين ومصنعي المواد الغذائية لتقليل أي إهدار للموارد.

وختاماً يتم تعزيز جودة الحياة من خلال تقوية الجذور التاريخية والدينية وتحديث وتمكين مرافق الاستقبال، وحماية المواقع الثقافية الأثرية وتسجيلها دوليًا، كما يمكن تحقيق حياة مُرضية أكثر من خلال تعزيز الرفاه النفسي والاجتماعي والجسدي، وتحسين جودة الخدمات المقدمة في المدن مثل الكهرباء والمياه والطرق والنقل العام، وتنمية الترفيه، والفرص الثقافية المتاحة للأفراد، ودعم أسلوب حياة صحي ومتوازن، وتعزيز الاقتصاد، وحماية البيئة والحفاظ على الصحة والسلامة العامة، إضافة إلى زيادة كفاءة عمليات إدارة النفايات وإنشاء برامج إعادة تدوير شاملة، ومكافحة التصحر، وتقليل التلوث بجميع أنواعه وتعزيز الاستخدام الأمثل لموارد المياه من خلال ترشيد الاستهلاك، واستخدام المياه المعالجة والمتجددة، وإعادة تأهيل وحماية المحميات الطبيعية والشواطئ والجزر.

Comments (0)
Add Comment