كلمة سعادة رئيس هيئة التقييس لدول مجلس التعاون بمناسبة اليوم العربي للتقييس 2022م

كلمة سعادة الأستاذ/ سعود بن ناصر الخصيبي

رئيس هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية

بمناسبة اليوم العربي للتقييس، 25 مارس 2022م

تحت شعار “التقييس.. أداة لعالم عربي رقمي مستدام”

 تُشارك هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الهيئات والمؤسسات المماثلة في الوطن العربي احتفالها باليوم العربي للتقييس، الذي يصادف 25 مارس من كل عام.

وقد اختارت أجهزة التقييس العربية في إطار اللجنة العربية العليا للتقييس التابعة للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين شعار “التقييس.. أداة لعالم عربي رقمي مستدام” ليكون شعاراً للاحتفال بهذه المناسبة في هذا العام 2022م.

وجاء اختيار هذا الشعار إيماناً بأهمية التحول الرقمي في مجال المواصفات الذي يلعب دوراً بارزاً في توفير حلول سهلة تمكن الجميع من الحصول على خدمات بطرق سهلة وخلال وقت قصير وبجودة عالية وبالتالي دعم جودة الحياة في مجتمعاتنا، وتوفير السلامة للجميع.

لقد أحدثت التكنولوجيا الرقمية ثورةً بكل أبعادها في مجتمعاتنا، وهي اليوم واحدة من أكثر الاتجاهات إثارة. وعلى الجانب الأخر، يلعب التقييس دورًا مركزيًا في الاكتشاف العلمي والابتكار والتصنيع الصناعي والتجارة الدولية، وفي تحسين نوعية الحياة وحماية البيئة العالمية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقد أبرزت جائحة كورونا دور المواصفات القياسية في تعزيز القدرات المؤسسية لمواجهة الأزمات والحد من تأثيراتها السلبية، وأبرزت الأولويات الاستراتيجية لصحة وسلامة الإنسان أولاً، واستمرارية الأعمال وأمن المعلومات، وكذلك سبل تعزيز المواصفات القياسية للتحول الرقمي والاستفادة منه في الأزمات. مما استدعى ضرورة تسريع التحول الرقمي في الخدمات الحكومية والخاصة كخطوة مهمة في تطوير عملية التقييس ورفع كفاءة المواصفات، باعتبار أن المواصفات القياسية هي كلمة السر التي توجه التقنية في الطريق نحو التنمية المستدامة، ورفع مستوى وكفاءة الأداء، وبما يمنح مواطني العالم حقوقهم في الحصول على خدمات عالية الجودة، وفي أسرع وقت وبأعلى درجات الأمان، وإيجاد حلول غير تقليدية لتجاوز الأزمات والتعافي منها، إضافة إلى تعزيز دور الحلول الرقمية في مواجهة آثار جائحة كورونا.

كما سلطت الضوء على الحاجة على أهمية دفع عجلة تنمية البنية التحتية الرقمية، وبناء الثقة في التكنولوجيات الرقمية، وعلى زيادة نسبة أعمال التقييس المكرسة للاستدامة البيئية والرعاية الصحية والسلامة على الطرق وإنشاء المدن والمجتمعات الذكية، والاستفادة من الإقبال المتزايد على التكنولوجيا.

وفي هذا الصدد، تعمل هيئة التقييس لدول مجلس التعاون وأجهزة التقييس الوطنية ومنظمات التقييس الإقليمية والدولية على إعداد وتبنى مواصفات قياسية ولوائح فنية تساهم في توفير بيئة رقمية بالاستفادة المثلى من التكنولوجيا للمحافظة على السلامة والصحة العامة والبيئة وتوفير الوقت والجهد والمال وبهدف المساهمة في تحقيق الأهداف التنموية. ولقد تضمنت استراتيجية الهيئة 2025 التركيز على القطاعات الجديدة التي تلبي احتياجات الدول الأعضاء في مجالات جديدة مثل الجيل الخامس وإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي (AI) ، لتلبية الاحتياجات الصناعية والمجتمعية الناشئة، وتسريع الاستثمار في مجال التكنولوجيات الرقمية لتحسين الكفاءة وتحويل العديد من الأعمال والخدمات، والمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتزامناً مع احتفالنا بهذه المناسبة.. أجدها فرصة للإعلان عن تدشين الهيئة لمبادرة سفراء التقييس، وهي مبادرة تطوعية تهدف إلى تفعيل المشاركة المجتمعية بدعوة المتخصصين والمهتمين للمساهمة في نشر ثقافة التقييس وزيادة الوعي بأهمية التقييس وارتباطه بحياتنا اليومية، إلى جانب المساهمة في بناء قدراتهم المعرفية في مجالات التقييس من خلال إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الندوات والفعاليات العامة المتعلقة بالتقييس، وذلك إيماناً من الهيئة بدور المجتمع بكافة فئاته في المساهمة بنشر التوعية بالتقييس، ويمكن للجميع التسجيل في البرنامج من خلال زيارة الموقع الإلكتروني للهيئة.

في الختام.. لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أشيد بالجهود الكبيرة التـي تبذلها المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية في مجال التقييس، والشكر موصول للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين. كما أتوجه في هذه المناسبة أيضاً بالشكر والعرفان إلى جميع العاملين في مجالات التقييس وأنشطته المختلفة في أجهزة التقييس العربية، وكل الداعمين للهيئة وللتقييس بكافة أنشطته ومجالاته.

وفي الختام أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ويهدينا ويوفقنا لما فيه الخير لأمتنا وشعوبنا ومؤسساتنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد، ودمتم جميعاً في حفظ الله ورعايته.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Comments (0)
Add Comment