على مدى الأشهر الماضية، واجه العالم ظروفاً غير مسبوقة بسبب جائحة كورونا Covid-19 جعلت الناس يتوقفون قليلا للتأمل، ويرجعون خطوة إلى الوراء، ويفكرون في كيفية إدارة المشاريع من منظور تسيير الأعمال وتنفيذها على أكمل وجه، واهتمت الشركات والجهات الحكومية بكيفية إنجاز الأعمال بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
وعلى الرغم من أن الأزمة لم تنته بعد، فقد بدأت الشركات في مراجعة برامج التميز التشغيلي الخاصة بها للتأكيد على أهمية المرونة والاستدامة وجوانب استمرارية الأعمال.
قد يبدو الأمر غريبًا بعض الشيء أو غير معتاد بالنسبة لمعظم الاشخاص، ولكن أهمية تبني التحول الرقمي لم تعد أداة للترفيه، بل هي ضرورة ملحة للمؤسسات لمواصلة ممارسة الأعمال التجارية بطريقة فاعلة ومبسطة بما في ذلك مجال الأعمال وسلامة المباني، وقطاعات أخرى مختلفة بما في ذلك الرعاية الصحية والاتصالات والبنوك وبالطبع القطاع التكنولوجي الأكثر ارتباطًا بتحسين التحول الرقمي.
حيث بادرت بالفعل بعض الشركات ذات الصلة بأعمال وسلامة المباني إلى الاستثمار في حلول / منصات برمجية لتضع نفسها في موقع يمكّنها من المنافسة، وزيادة الإيرادات وتقديم مزايا هائلة لأصحاب العقارات والمستثمرين ومخططي المشاريع والمقاولين والعمال الذين يستخدمونهم لتنفيذها. كما أدركت شركات كثيرة في قطاعات مختلفة فكرة أن تطوير الأعمال وسط هذه الجائحة، يحتاج منها العمل بسرعة، ولمواجهة تلك التحديات لابد من توفير آليات للتحرك السريع، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تعطل الأعمال.
وبالفعل كانت المؤسسات التي سارعت للتكيف مع آثار Covid-19، وتبنت التكنولوجيا الجديدة واستعدت لسيناريو أسوأ الحالات، قادرة على احتواء الوضع وإدارة المخاطر بشكل كبير وسريع، وهذا ساعد بالتأكيد في إنقاذ المزيد من الأرواح واستمرارية المشاريع بشكل كبير، بالإضافة طبعاً إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها السلطات المختصة في أي دولة.
وبما أن مجال الأعمال وسلامة المباني ما زال من بين القطاعات الأقل التزاماً مع فكرة التحول الرقمي، إلا أنه يتم اعتمادها من قبل أولئك الذين يرغبون في البقاء داخل المنافسة وخدمة عملائهم بشكل أفضل.
يخدم التحول الرقمي الصناعة بشكل مثالي من خلال توفير رؤية واضحة، واستمرارية العمل وتبسيط الجداول مما يسمح بمعالجة أكثر وأفضل للمشروع، وبالإضافة إلى ذلك، فإن تبني الحلول المبتكرة من خلال التحول الرقمي يسمح بمزيد من التركيز على السلامة الاستباقية والتعاون المحسن من خلال تعاون الموظف في الوقت الحقيقي والذي يتم التعهد به بالكامل، والتحكم الأمثل في الجودة وإنشاء مستندات ذكية لتحسين قوائم التسجيل والتتبع، كما يتم الحفاظ على تكليف المشاريع بشكل جيد من خلال الاتصالات في الوقت الحقيقي والتحديثات من خلال نظام تقدم متكامل يحسن الوقت المتاح لتنفيذ المشاريع/ الاستجابة مما يؤدي إلى تحسين رضا العملاء.
في مجلس الكود الدولي – على سبيل المثال- نذكِّر أصحاب المصلحة لدينا بأنه يمكنهم الاعتماد على مجلس الكود الدولي لدعم احتياجاتهم لتطوير المعايير، والتدريب، والاعتماد، وتقييم المنتج، والاختبار. كما ركز المجلس على هذا العنصر الحاسم في صناعة الأعمال وجعل منتجاته وخدماته أكثر رقمية.
ويستثمر مجلس الكود الدولي في هذه المبادرة من خلال إضافة المزيد من الموارد لتسريع التحول الرقمي وتطوير منتجات رقمية عالية الجودة وموجهة نحو السوق تساعد أصحاب المصلحة على أداء مهامهم بشكل أكثر كفاءة وفعالية.
وعلى الجانب الآخر يطلق المجلس منتجات رقمية جديدة وذات صلة لأعضائه، حيث لديه الآن على سبيل المثال نظام شارات رقمي سهل الاستخدام لشهادات الموظفين يمنح أعضائه الفرصة لتعزيز أوراق اعتمادهم عبر الإنترنت.
جزء آخر لا يتجزأ من استراتيجية المجلس هو مواصلة النمو على مستوى العالم، وهذا يسمح بتنويع السوق بشكل أفضل والتحكم في المخاطر ومساعدة المجتمعات التي تحتاجها بشدة لتحسين البنية التحتية لسلامة المباني، وقد بدأ مجلس الكود الدولي بالفعل في تنفيذ استراتيجيته العالمية التي يقوم عليها ويؤكد على أهمية التحول الرقمي في عالمنا اليوم، مع التركيز الإقليمي على منطقة البحر الكاريبي والهند والشرق الأوسط.
* المدير الإقليمي للعمليات – منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – مجلس الكود الدولي