كلمة الأمين العام لهيئة التقييس بمناسبة اليوم العالمي للمترولوجيا 2019
كلمة سعادة الأستاذ سعود بن ناصر الخصيبي
الأمين العام لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية
بمناسبة اليوم العالمي للمترولوجيا
20 مايو 2019م
النظام الدولي للوحدات.. نحو استقرار أفضل
تشارك هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الهيئات والمؤسسات المماثلة في دول العالم احتفالها بيوم المترولوجيا العالمي الذي يصادف يوم 20 مايو من كل عام، والذي يحتفل به هذا العام تحت شعار “النظام الدولي للوحدات.. نحو استقرار أفضل”.
وبهذه المناسبة يطيب لي أن أتقدم إلى جميع العاملين في هيئات التقييس الوطنية في الدول الأعضاء بشكل عام، والعاملين منهم في نشاط المترولوجيا بشكل خاص بخالص التهنئة وأطيب التمنيات بهذه المناسبة، مؤكداً على دور المترولوجيا في مختلف أوجه الحياة اليومية، فمثلاً، نحن نعتمد في الرعاية الطبية بشكل كبير على القياسات “قياس تركيزات المواد الكيميائية في الدم”، أو مقدار جرعة الأشعة السينية، ونسترشد بنظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية لمعرفة المسافات من خلال الوقت المقاس بواسطة ساعات فائقة الدقة بالأقمار الصناعية، ونشتري قطع غيار تتوافق مع أخرى “الصامولة تركب على البرغي”. كل هذا والآلاف الأخرى من الأعمال اليومية التي نستمتع نحن بفوائدها من خلال نظام عالمي للقياس وهو “نظام الوحدات الدولي (SI Units)”.
لقد تم اختيار شعار الاحتفال بهذه المناسبة لهذا العام بعد موافقة المؤتمر العام للأوزان والمقاييس في 16 نوفمبر 2018م على أحد أهم التغيرات على النظام الدولي للوحدات (SI) منذ إنشائه، حيث يعتمد الآن على مجموعة من التعريفات يرتبط كل منها بقوانين الفيزياء وتتمتع بميزة القدرة على استيعاب مزيد من التحسينات في علوم وتكنولوجيا القياس لتلبية احتياجات المستخدمين في المستقبل لسنوات قادمة عديدة.
وتم الاتفاق على هذه التغيرات في 16 نوفمبر 2018م وستدخل حيز التنفيذ في 20 مايو 2019م، وهو تاريخ تم اختياره ليتوافق مع الذكرى السنوية لتوقيع اتفاقية المتر عام 1875م حيث يُحتفل “باليوم العالمي للمترولوجيا” في حين أن التأثير المستقبلي للتغييرات سيكون بعيد المدى، فقد تم إيلاء اهتمام كبير لضمان أن تكون التعريفات الجديدة متوافقة مع التعريفات الحالية في وقت تنفيذ التغيير وعليه لن تكون هذه التغييرات ملحوظة لأي من المستخدمين العاديين لأدوات القياس، لكنها في نهاية المطاف تعني أنه قد تكون هناك تغييرات في طريقة ضمان مبدأ السلسلة في القياس (Traceability).
وسيستمر الجهد الدولي لمواءمة تشغيل أدوات القياس المستخدمة لإجراء القياسات لضمان عدم ملاحظة التجارة والصناعة والمستهلكين أي اختلاف في الأوزان والأطوال وغيرها من المقاييس التي يستخدمونها.
تستخدم التعاريف الجديدة لوحدات القياس “قواعد الطبيعة لإنشاء قواعد القياس”، وربط القياسات في النطاق الذري والكمي بتلك الموجودة على المستوى العيني (المايكروسكوبي)، وهي تحقق طموحًا جماعيًا لـ “النظام المتري” الذي يتمثل في توفير عالمية الوصول إلى الأساس المتفق عليه للقياسات في جميع أنحاء العالم. كما توفر الأساس للابتكارات المستقبلية في القياسات التي تتيح لتعريف وحدة الثانية (الوقت)، والمتر (الاطوال)، والأمبير (التيار) والكلفن (الحرارة) والمول (كمية المادة) للاستفادة من الظواهر الذرية والكمية (atomic and quantum) لتحقيق مستويات عالية من الدقة حدودها فقط قدرتنا على ملاحظتها.
إن تسارع التطور العلمي في كافة المجالات، يتطلب منا مواكبة هذه التطور من خلال إيلاء اهتمام أكبر لأنشطة المترولوجيا التي هي الأساس في التقدم العلمي والتكنولوجي والإبداع وهي السبيل إلى نقلنا إلى آفاق مبنية على أسس علمية تدعم تحقيق أهدافنا ورؤيتنا المستقبلية.
وبهذه المناسبة يسرني أن أبارك للعاملين في نشاط المترولوجيا في الدول الأعضاء هذا اليوم الذي نستذكر به الجهود الكبيرة التي يبذلونها لتوفير قياسات ذات موثوقية ومصداقية عالية معترف بها دولياً.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وجميع العاملين في نشاط المترولوجيا في تحقيق أهداف وتطلعات دولهم للوصول إلى مستويات متقدمة في مجال المترولوجيا وإبراز أهمية هذا النشاط وتحقيق دوره الفاعل في جميع مجالات الحياة.
والله ولي التوفيق.