نبيل ملا: شارة المطابقـة الخليجية دليلٌ على مطابقة المنتجات لمتطلبات السلامة والأمان
أكد معالي الأستاذ/ نبيل بن أمين ملا الأمين العام لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن تطبيق شارة المطابقة الخليجية لن يتحقق إلا من خلال توفر عدد من العوامل، أهمها التطبيق المتزامن والمتوازن بين الدول الأعضاء لآليات المنظومة التشريعية، الشيء الذي يستدعي تعاوناً كبيراً وتنسيقاً بين الدول الأعضاء من جهة، وبين مختلف السلطات الرقابية داخل الدول الأعضاء من جهةٍ أخرى.
وتطرَّق في حوارٍ مع مجلة التقييس الخليجي إلى عدد من المواضيع المتصلة بهذا الشأن فإلى نص الحوار.
- بدايةً.. هل يتفضل معاليكم بتعريف شارة المطابقة الخليجية، والمراحل التي مرت بها؟
حرصت هيئة التقييس لدول مجلس التعاون ومنذ انطلاق نشاطها على الأخذ بزمام المبادرة والبدء بخطوات فاعلة للقيام بالمهام الموكلة إليها بهمة عالية، وبدعم من أصحاب المعالي أعضاء مجلس إدارة الهيئة المكون من الوزراء المعنيين بالتقييس في الدول الأعضاء، وأصحاب المعالي والسعادة أعضاء المجلس الفني رؤساء أجهزة التقييس بالدول الأعضاء حيث أطلقت الهيئة في مطلع عام 2010م المنظومة التشريعية لضبط المنتجات في السوق الخليجية المشتركة لتكون شارة المطابقة الخليجية عمود هذه المنظومة، وذلك من أجل تحقيق الأهداف المحددة في نظامها الأساسي والرَّامية إلى توحيد أنشطة التقييس المختلفة ومتابعة تطبيقها والالتزام بها بالتعاون والتنسيق مع أجهزة التقييس بالدول الأعضاء وبما يساهم في تطوير قطاعاتها الإنتاجية والخدمية وتنمية التجارة بينها وحماية المستهلك والبيئة والصحة العامة، كما أنها تعتبر وسيلة سهلة للمستهلك البسيط ليطمئن بأن وجود هذه الشارة يُعتبر دليلاً على مطابقة المنتجات للمتطلبات الأساسية للسلامة الواردة في اللوائح الفنية الخليجية.
وتُعدُّ شارة المطابقة الخليجية أحد عناصر المنظومة التشريعية الخليجية لضبط سلامة المنتجات في السوق الخليجية المشتركة، كما تعتبر ذات أهمية كبيرة لما لها من دلالات على تنفيذ الإجراءات الخاصة بثبيتها على المنتجات.
وهي علامة تم استيحاؤها من الحرف الأول من كلمة مطابقة باللغة الإنجليزية (Conformity) بالإضافة للحرف الأول من كلمة الخليج (Gulf)، وتعني السلامة والأمان لاستخدام السلعة، وتم اعتمادها من قبل مجلس إدارة الهيئة في اجتماعه العاشر (مسقط، 24 مايو 2009) بعد إقرارها من المجلس الفني الذي يضم ممثلين عن هيئات التقييس الوطنية للدول الأعضاء، وبدأ تطبيقها في عام 2011م على منتجات لعب الأطفال كمرحلة أولية ونسعى لتطبيقها على بعض المنتجات الأخرى خلال الفترة القادمة.
2 -هل لنا أن نتعرف على أهداف وفوائد شارة المطابقه الخليجية؟
تتلخص فوائد شارة المطابقة بأنها دليل مرئي على أن المنتجات المعروضة قد خضعت لإجراءات ومتطلبات اللوائح الفنية الخليجية لتضمن عرض منتجات آمنة وسليمة في السوق، كما أنها تخلق بيئة تنافسية عادلة وتسهل التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، وتسمح بتصدير الصناعات المحلية الى الأسواق العالمية.
- هذا يعني أن شارة المطابقة علامة يستطيع من خلالها المستهلك معرفة المنتجات الآمنة. ما هي المعايير المتعلقة بتطبيق الشارة على تلك المنتجات؟
يستوجب التطبيق الجيد لشارة المطابقة الخليجية التأكد من توفر عددٍ من العوامل، أهمها التطبيق المتزامن والمتوازن بين الدول الأعضاء لآليات المنظومة التشريعية لضبط المنتجات في السوق الخليجية المشتركة، الشيء الذي يستدعي تعاوناً كبيراً وتنسيقاً بين الدول من جهة، وبين مختلف السلطات الرقابية داخل الدول الأعضاء من جهةٍ أخرى.
ويخضع تطبيق شارة المطابقة الخليجية بالدرجة الأولى إلى اللائحة الفنية الخاصة بشارة المطابقة (لائحة رقم BD-091005-01)، كما يؤخذ بالاعتبار عند تطبيق الشارة المتطلبات الواردة في اللوائح الفنية الخليجية الخاصة بسلامة فئات المنتجات والمخاطر، والتي تحدد متطلبات السلامة الخاصة بفئات المنتجات المعنية، وكذلك تحدد إجراءات تقويم المطابقة والإثباثات اللازم توفيرها قبل وضع الشارة على المنتجات.
- ذكرتم بأن الهيئة بدأت تطبيق شارة المطابقة على منتجات لعب الأطفال. ماهي المنتجات الأخرى التي ستشملها الشارة مستقبلاً؟
نهجت هيئة التقييس نهجاً تدريجياً في تطبيق المنظومة التشريعية الخليجية لضبط سلامة المنتجات في السوق الخليجية المشتركة؛ وذلك من أجل ضمان كل فرص النجاح لهذا التطبيق، كما أخذنا بالاعتبار تجارب الدول الأعضاء في مجال الرقابة على المنتجات من جهة، وكذلك الحاجة إلى التعامل مع المجالات ذات الأولوية من حيث المخاطر المحتملة فيها. حيث تم تخصيص الأولوية منذ العام 2007م من قبل مجلس الإدارة لاعتماد لائحتين أولهما لائحة التحقق من المطابقة الخاصة بلعب الأطفال رقم (BD07070502)، والتي تم تحديثها بالإصدار الثاني للائحة (BD131704-01)، والثانية اللائحة الفنية الخاصة بسلامة الأجهزة والمعدات الكهربائية منخفضة الجهد (رقم BD07070503)، والتي تم تحديثها بالإصدار الثاني (BD142004-01).
وقد تم وفقاً لنفس المبادئ إدراج هاتين اللائحتين ضمن أولويات التطبيق لدى الهيئة، حيث بدأ –فعلياً- تطبيق الشارة على لعب الأطفال منذ النصف الثاني من العام 2011م والتطبيق الإلزامي للائحة الجديدة للعب الأطفال ابتداءً من شهر يناير 2014، فيما سيتم التطبيق على الأجهزة والمعدات الكهربائية منخفضة الجهد خلال النصف الثاني من سنة 2015 بشكل تجريبي، ومن ثم التطبيق الإلزامي ابتداءً من شهر يوليو 2016م.
وهناك منتجات أخرى تخطط الهيئة لإخضاعها لأحكام الشارة وفقاً لنفس المبادئ المذكورة، وهي مستحضرات التجميل، والآلات والمصاعد ومواد البناء وغيرها.
- شارة المطابقة الخليجية ليست علامة جودة. نريد منكم التوضيح أكثر للقارئ الكريم عن الفرق بين علامة الجودة وشارة المطابقة؟
توضع شارة المطابقة الخليجية على المنتج للدلالة على استيفاء ذلك المنتج للمتطلبات الأساسية للسلامة الواردة في اللائحة الفنية الخاصة بها، وهي إلزامية التطبيق على السلع في السوق الخليجية المشتركة والتي يكون لها لوائح فنية خليجية.
وتُعد شارة المطابقة الخليجية جواز عبور للمنتجات للأسواق الخليجية وهي تشكل عوناً لموظفي الجمارك والمنافذ الحدودية والجهات الرقابية لمعرفة السلع المطابقة للوائح الفنية الخليجية الخاصة بتلك المنتجات لسهولة فسحها بدلاً من إخضاعها لإجراءات اختبار وتفتيش تستلزم وقتاً محسوباً على المستورد والجهات التنفيذية على حدٍ سواء. كما أنها عوناً لموظفي مسح الأسواق للتأكد من مطابقة السلع المعروضة في السوق الخليجية المشتركة للوائح الفنية الخليجية الخاصة بها وفقاً لإجراءات واشتراطات حددتها لائحة شارة المطابقة، وهذه الشارة هي إقرار من الصانع بمطابقة منتجه للاشتراطات الأساسية للصحة والسلامة والبيئة.
- من خلال زيارتنا الميدانية لبعض محلات بيع لعب الأطفال لاحظنا بأن الشارة ليست موسومة على بعض العبوات كبقية العلامات الأخرى إنما موضوعة على لاصق.
برأيكم هل يتفق هذا الإجراء مع اللائحة الفنية الخليجية؟ ومن هي الجهة المسئولة على رقابة وضع الشارة على المنتج في المصنع والتأكد منها في السوق؟
حسب المادة (5) من اللائحة الفنية الخليجية لشارة المطابقة الخليجية يجب تثبيت الشارة على المُنتَج أو على بطاقة بياناته، ومع ذلك إذا كان هذا الأمر غير ممكن أو غير متاح نظراً لطبيعة المُنتَج فإنه يجب وضعها أو تثبيتها على العبوة إن وجدت أو على المستندات المصاحبة طبقاً لما هو وارد في اللوائح الفنية الخليجية السارية على المُنتَج. ويتم تثبيت شارة المطابقة الخليجية على المنتجات التي تستوفي متطلبات اللوائح الفنية الخليجية الخاصة بها بشكل واضح ومقروء وبحيث يصعب إزالتها.
وعليه فإنه من الممكن تثبيت شارة المطابقة على لاصق يُلصق على المُنتَج المطابق شريطة توفر ثلاثة شروط هي أن تكون الشارة واضحة، وأن تكون مقروءة، وأن تكون مثبتة بحيث تصعب إزالتها.
ويتوجب على المُنتِج (المصنع أو المستورد) اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استيفاء المنتجات التي يعرضها في السوق لمتطلبات اللوائح الفنية الخليجية التي تخضع لها هذه المنتجات قبل تثبيت شارة المطابقة بالشكل الصحيح، في حين تقوم السلطات الرقابية في الدول الأعضاء (سلطات الرقابة الحدودية وسلطات مسح السوق) بالتأكد من استيفاء هذه المنتجات للمتطلبات الخاضعة لها بموجب اللوائح الفنية الخليجية السارية ومن حملها لشارة المطابقة بالشكل الصحيح من خلال الإجراءات الرقابية.