هيئة التقييس الخليجية تنظم المؤتمر الخليجي السادس لكفاءة المختبرات تحت رعاية معالي وزير التجارة بالمملكة العربية السعودية
بدأت اليوم في الرياض فعاليات المؤتمر الخليجي السادس لكفاءة المختبرات الذي تنظمه هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت رعاية معالي الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي وزير التجارة بالمملكة العربية السعودية، وبالشراكة مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة تحت شعار “كفاءة المختبرات لغذاء آمن ومستدام” ويستمر لمدة يومين.
وفي كلمته الافتتاحية رحب سعادة الأستاذ سعود بن ناصر الخصيبي، رئيس هيئة التقييس لدول مجلس التعاون بأصحاب المعالي والسعادة وجميع المشاركين في المؤتمر، مشيراً إلى أن استمرار المؤتمر بنسخته السادسة يعد استمرارا لنجاح المؤتمر الخليجي لكفاءة المختبرات، والذي يسلط الضوء على أبرز التحديات والفرص التي تواجه قطاع المختبرات ويتواكب مع الشكل الجديد للعالم الذي فُرض بعد جائحة كوفيد-19 والأزمات العالمية التي بدأت تظهر ملامحها في مجال الأغذية وتحديات الاستدامة والسلامة للأغذية على طول سلاسل الامداد المختلفة.
وأوضح سعادته أن هيئة التقييس تعمل ضمن خطتها الاستراتيجية على تعزيز الكفاءة الفنية للمختبرات بالتعاون مع أجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء ضمن مستهدفات الخطة الاستراتيجية للهيئة 2021 -2025م، وتنفيذ العديد من المبادرات لموائمة وتطوير قطاع المختبرات في الدول الأعضاء ليتواكب مع التوجهات الخليجية لتسهيل التجارة البينية وتطبيق نقطة الدخول الواحدة، حيث تشكل المختبرات أحد ركائز البنية التحتية للجودة التي ستساهم في استكمال التوجهات لمجلس التعاون لاستكمال آليات السوق الخليجية المشتركة مع حلول عام 2025م.
وكشف سعادته بأن المجلس الفني للهيئة اتخذ في اجتماعه الـ 53 والذي عقد خلال الفترة 9-10 أكتوبر 2022م قراراً بإنشاء اللجنة الخليجية التوجيهية للمختبرات التي ستمثل المظلة الخليجية للعمل على تعزيز كفاءة المختبرات وفق آليات تتواكب مع المبادرات المتميزة التي تطبق في بعض الدول الأعضاء وتساهم بنقل التجارب ورفع الاهتمام بهذا القطاع.
وتقدم سعادة رئيس هيئة التقييس بالشكر والتقدير لمعالي وزير التجارة بالمملكة العربية السعودية على رعايته للمؤتمر، ولمعالي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة على الدعم والشراكة الاستراتيجية لإقامة المؤتمر، والمساهمة الفاعلة في إنجاحه، ولكافة أجهزة التقييس في الدول الأعضاء، والمشاركين والقائمين على تنفيذ المؤتمر، كما عبر عن تطلعاته لأن يحقق المؤتمر النتائج المرجوة منه والتفاعل من قبل المشاركين حضورياً أو عن بعد بفعاليات المؤتمر والفعاليات المصاحبة له.
كما ألقيت في حفل الافتتاح عدد من الكلمات الافتتاحية من قبل سعادة الآنسة ماربل لوبيز نائب رئيس المنظمة الدولية لاعتماد المختبرات ILAC، وسعادة السيد إيمانويل ريفا، رئيس المنتدى الدولي للاعتماد IAF، رئيس المبادرة الدولية للبنية التحتية للجودة NetQl، وسعادة السيد سيرجيو موخيكا الأمين العام للمنظمة الدولية للتقييس ISO.
وألقى سعادة المهندس سعود بن راشد العسكر، نائب محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، كلمة الشريك الاستراتيجي للمؤتمر، ذكر فيها أن تنظيم هيئة التقييس الخليجية لهذا المؤتمر بشراكة استراتيجية من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة يأتي في إطار البرامج الاستراتيجية لهيئة التقييس وخلال فترة ترأس المملكة العربية السعودية للدورة الحالية، مضيفاً بأن العمل الخليجي المشترك يمثل أولوية للمملكة، وأن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة تعمل مع شركائها في الدول الأعضاء لتعزيز البنية التحتية للجودة وفق خطط استراتيجية مدروسة تتواءم مع الخطة الاستراتيجية لهيئة التقييس الخليجية، والمستهدفات الاستراتيجية لدعم قطاع المختبرات ستساهم في موائمة خدمات المختبرات بين الدول الأعضاء وتحقق اهداف العمل الخليجي المشترك، وسنستمر في تقديم كافة سبل الدعم التي تدعم وتعزز هذا المجال.
مشيراً سعادته إلى أهمية أنشطة الفحص والاختبار ضمن منظومة البنية التحتية للجودة التي تشكل ركيزة أساسية داعمة للقطاعات الاقتصادية والتجارية، حيث تسهم أنشطة الاختبار والفحص في قياس جودة وسلامة وكفاءة المنتجات التي يتم تصنيعها في المملكة العربية السعودية والمنطقة، وتوفير البيئة الداعمة لإزالة العوائق الفنية أمام حركة التبادل التجاري، وحماية صحة وسلامة المجتمع والبيئة، مؤكداً على أهمية أنشطة اعتماد المختبرات في المنطقة لضمان الوصول إلى العالمية بما يخدم المنظومة الخليجية في تحقيق التكامل وتوسيع نطاق الأعمال.
وأضاف سعادته بأن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس قطعت شوطاً كبيراً في تطوير قطاع المختبرات والعمل على تعزيز كفاءتها سواءً من حيث الجانب التشريعي أو توفير بيئة العمل والخدمات المساندة التي تمكن هذا القطاع من النمو والتطور ومواكبة التقدم الحاصل في القطاعات المختلفة بالمملكة وفق رؤية 2030م.
وفي كلمته بالنيابة عن معالي وزير التجارة بالمملكة العربية السعودية راعي الحفل، أشار معالي الدكتور سعد بن عثمان القصبي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة إلى أن انعقاد هذا المؤتمر بالمشاركة الدولية الواسعة من منظمات دولية وإقليمية مختصة في مجال المختبرات وسلامة الغذاء ومشاركة نخبة من المتحدثين والخبراء حول العالم هي فرصة لتوفير مساحة للتواصل والحوار بين المختبرات العاملة في الدول الأعضاء، وتحفيز المختبرات لتعزيز كفاءتها الفنية لأنشطتها من خلال تطبيق المواصفات القياسية الدولية ذات العلاقة، وزيادة المعارف للمختصين بالمختبرات الخليجية.
ووجه معاليه الدعوة لكل المختبرات المختصة للاستفادة من هذه الجهود والتكامل وتبادل الخبرات والممارسات بما يحقق الأهداف المنشودة، ويعزز العمل الخليجي المشترك، مؤكداً على دعمه الكامل للتوجهات الاستراتيجية لهيئة التقييس لتعزيز العمل الخليجي وتحقيق آليات السوق الخليجية المشتركة، ومنها تحقيق نقطة الدخول الواحدة وتسهيل التجارة البينية. كما عبر عن تطلعاته في أن تساهم مخرجات هذا المؤتمر في تعزيز الكفاءة للمختبرات العاملة بالدول الأعضاء لتكون وسيلة للتحقق من مطابقة وسلامة المنتجات بما يسهل التبادل التجاري بين الدول الأعضاء ويعزز مؤشرات المطابقة بأسواقنا الوطنية والسوق الخليجية المشتركة.
وأضاف: “إننا في المملكة العربية السعودية نسعى نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030م وفق برامج تحقق للمجتمع حياة صحية عالية الجودة ضمن بيئة مميزة جاذبة تفتح أبواب على المستقبل الواعد في قطاعات مختلفة، ويعتبر قطاع مختبرات الفحص والاختبار والمعايرة ضمن هذه المستهدفات التي سنعمل مع شركائنا لتعزيز تواجدها وبما يسهم في تحقيق التطلعات المرجوة. إن الدعم والتمكين الذي تحظى به المملكة في قطاعاتها المختلفة من سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء قائد الرؤية الملهمة، فهي تفتح آفاق المستقبل لكل القطاعات، ولا شك أن قطاع المختبرات سيكون له الاهتمام الوافر منها لتعزيز البنية التحتية للجودة”.
وفي ختام كلمته أشاد معاليه بالجهود الكبيرة التي قطعتها هيئة التقييس الخليجية لتعزيز البنية التحتية للجودة بالشراكة مع أجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء، وقال: “نحن على ثقة من دور هذه المؤتمرات بالخروج بتوصيات ستساهم في وضع رؤى ومستهدفات للخطط الاستراتيجية تتواكب مع احتياجات وتحديات المرحلة للعمل الخليجي المشترك.. وفي هذا المقام أتوجه بالشكر لمقام سيدي مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ورعاه على الدعم الذي يقدمه للعمل الخليجي المشترك والرؤية التي يتم العمل بها من خلال المجلس الأعلى للتحول من مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد”.
شارك في المؤتمر نخبة واسعة من الخبراء والمتخصصين على المستوى الدولي والإقليمي والخليجي في مجالات المختبرات والتقييس حيث يشارك في جلسات المؤتمر وفعالياته المصاحبة أكثر من 40 خبيراً من 25 دولة، وتمثيل عالي المستوى من المنظمات الدولية المتخصصة في مجالات التقييس كالمنظمة الدولية للتقييس (ISO) والمنتدى الدولي للاعتماد (IAF)، والمنظمة الدولية لاعتماد المختبرات (ILAC) وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية وأجهزة التقييس الوطنية وأجهزة سلامة الأغذية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ويُعد المؤتمر الخليجي السادس لكفاءة المختبرات منصة للمختصين في المنطقة لتبادل الخبرات ومعرفة أبرز التوجهات والتقنيات الجديدة، وفرصة استثنائية للمختصين والعاملين في قطاع الفحص والمعايرة للتواصل ومناقشة التوجهات الحديثة وأبرز حلول تحديات قطاع المختبرات، ويهدف المؤتمر إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الآنية والمستقبلية، من أهمها توفير مساحة للتواصل والحوار بين المختبرات العاملة في الدول الأعضاء، والتعريف بمستجدات البنية التحتية للمختبرات والاعتماد والتشريعات في الدول الأعضاء، وكذلك استقصاء حاجات المختبرات وأولوياتها من برامج اختبارات الكفاءة، ودعم الاعتراف الدولي بكفاءة أنشطة المختبرات العاملة بالدول الأعضاء، بالإضافة إلى التعريف بتجربة المختبرات الخليجية المتميزة.
ويتناول المؤتمر في ستة محاور جميع الجوانب المتعلقة بكفاءة المختبرات ودورها في استدامة وسلامة الأغذية، حيث تكشف أوراق العمل كيفية أنّ اختبارات الكفاءة أداة مهمة للتنافسية والابتكار وتطوير الصناعة، كما تم استعراض تعزيز البنية التحتية للجودة لاستدامة الأغذية، وكذلك التشريعات المنظمة للأغذية واختباراتها، من قبل المنظمات والخبراء الدوليين المتخصصين في هذا المجال.
كما تناول المؤتمر دور المختبرات في تعزيز سلامة الأغذية ضمن السوق الخليجية المشتركة من خلال مشاركة الأجهزة الخليجية والوطنية المختصة بدول المجلس، كما تناول كفاءة المختبرات والدروس المستفادة من جائحة كوفيد-19 باستعراض تجارب وأوراق عمل توضح الواقع الحالي والمستقبلي للمختبرات والشكل الجديد الذي فرضته جائحة كوفيد-19 وكيف أثرت على القطاعات المختلفة، بالإضافة إلى استعراض دور الاعتماد لكفاءة المختبرات بما يعزز سلامة واستدامة الغذاء ودوره في إثبات كفاءة المختبرات.
كما وفر المؤتمر مساحة نقاشية ومعرفية واسعة حيث يناقش في جلستين نقاشيتين كفاءة المختبرات – الواقع والتحديات.