تعتبر الإطارات من الأجزاء المهمة في المركبات ويجب توعية المجتمع بشأنها وخصوصاً قائدي المركبات، وبائعي الإطارات، والعاملون في محلات صيانة وتركيب واستبدال الإطارات بكيفية التعامل معها والمحافظة عليها.
وتُعد طريقة التخزين السليمة والصحيحة هي البداية الأولى التي تنطلق منها عملية المحافظة على الإطار من التعرض للتلف والانهيار أثناء القيادة، حيث يسهم الانهيار المفاجئ للإطار في وقوع العديد من الحوادث، وتعود أسبابه إلى الكثير من العوامل منها ما يتعلق بالإطار نفسه بحيث يكون عمره الافتراضي قد انتهى، ومنها ما يتعلق بعدم المبالاة والإهمال من قبل قائد المركبة، ومنها كذلك ما يتمثل بسوء التخزين في المستودعات ومحلات بيع الإطارات، حيث قد لا يوجد أي اهتمام وكذلك إهمال الإرشادات والمتطلبات ذات الصلة بطريقة التخزين.
وكما أن للمواد الغذائية والأدوية وجميع السلع التي تتأثر بالظروف المحيطة شروطاً أثناء التخزين، فإن الإطارات هي الأخرى لها شروط واضحة ومعروفة للتخزين حددتها اللوائح الفنية الخليجية الصادرة عن أجهزة التقييس، وهناك إرشادات لضمان سلامتها ترفقها شركات تصنيع الإطارات عند البيع إلا أنها قد لا تُطبق بشكل كامل في المستودعات أو في محال بيع وصيانة وتركيب واستبدال الإطارات.
إن ما نراه في بعض الأحيان ويتم تطبيقه في طريقة التخزين يُعد أمراً مخالفاً للشروط التي يجب مراعاتها عند تخزين الإطارات وهي أن يكون مستودع أو محل التخزين جافاً ذو تهوية جيدة، وألا تكون الإطارات معرضة لأشعة الشمس المباشرة والرياح والأمطار أو الإضاءة ذات التوهج العالي، وألا تزيد درجة حرارة التخزين على 35 درجة مئوية. كما لا يسمح بوجود أي مذيبات كيميائية أو وقود أو زيوت تزليق أو أحماض أو غازات أو أبخرة أو بطاريات في موقع التخزين أو بالقرب منه، ويشمل ذلك محلات بيع وصيانة وتركيب واستبدال الإطارات، وفي حالة التخزين لفترات طويلة (أكثر من أربعة أسابيع) توضع الإطارات راسياً على حوامل على ألا يقل ارتفاع الحامل عن سطح الأرض عن 10سم ويفضل تدويرها كل شهر على الأقل، وألا تقع الإطارات تحت تأثير ضغط أو شد يؤدي إلى حدوث قطع أو تشوه دائم للإطار، وأن تتوفر في مستودعات التخزين الاشتراطات العامة للسلامة والحماية من الحرائق والعواصف الترابية وما شابه ذلك.
وبما أن تطبيق شروط التخزين تعد البداية الصحيحة للمحافظة على الإطار، إلا أن هناك إجراءات أخرى تساهم وتساعد في الحفاظ على الإطار أثناء الاستخدام، وذلك من خلال عملية الكشف المباشر والدوري على الإطار من قبل قائد المركبة للتأكد من عمق النقشة الخارجية للإطار وحالته الخارجية المتمثلة بعدم تآكل طبقة المطاط (سطح الإطار) أو ظهور النسيج الداخلي (الأسلاك الداخلية) أو ظهور التشققات أو القطع العميق في جوانب الإطارات وغير ذلك من الثقوب أو الانتفاخات التي تستدعي استبدال إطارات المركبة على وجه السرعة.
ولسلامة الإطارات يمكن لقائد المركبة كذلك القيام بعدد من الخطوات التي يمكن من خلالها أن يحافظ على سلامة إطارات مركبته بشكل جيد ومنها فحص ضغط هواء الإطارات بشكل دوري وتجنب زيادة حمولة المركبة واتباع الإرشادات الخاصة بضغط الإطارات وتجنب السرعة والوقوف أو التسارع المفاجئ وقد ألزمت هيئة التقييس جميع مصنعي المركبات التي تقل حمولتها عن 3.5 طن والتي تشمل سيارات الركوب والحافلات الصغيرة ومركبات النقل الخفيف بنظام تنبيه انخفاض ضغط الهواء في الإطارات وذلك لتحذير قائد المركبة، وتم ذلك بداية من موديلات عام2018م.
كما أن اللائحة الفنية الخليجية الخاصة باشتراطات تخزين الإطارات حددت فترة تخزين إطارات سيارات الركوب وسيارات النقل الخفيف التي تقل حمولتها عن 3.5 طن بسنتين (24 شهراً) وإطارات الحافلات والشاحنات الثقيلة بثلاث سنوات (36 شهراً) من تاريخ الإنتاج المدون على الإطار، وبالتالي فإن على المشتري للإطار البحث عن الإطار الأحدث إنتاجاً والأقل فترة تخزين وقت الشراء.
أخيراً نستطيع القول رغم أنه لا يمكن اعتبار الفحص اليدوي أو من خلال النظر إلى حالة الإطار الخارجية بالعين المجردة هو الحل الوحيد والأمثل الذي يعطي قائد المركبة فكرة عن حالة إطارات مركبته، إلا أن هذه العملية تعتبر أفضل بكثير من عدم القيام بها نهائياً، وتعتبر مراجعة كتيب دليل المالك، وزيارة محلات صيانة وتركيب واستبدال الإطارات المؤهلة أو الورش المختصة بشكل دوري وخصوصاً قبل السفر في الرحلات الطويلة، وموسم الصيف أو الأمطار للتأكد من حالة الإطارات وفحصها بشكل كامل ودقيق هي الحل الأمثل لسلامة الإطارات.
* أخصائي أول مطابقة – هيئة التقييس
