كلمة رئيس هيئة التقييس الخليجية بمناسبة اليوم العالمي للمواصفات 14 أكتوبر 2024
كلمة سعادة المهندس/ نواف بن إبراهيم المانع
رئيس هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية
بمناسبة اليوم العالمي للمواصفات
14 أكتوبر 2024
تحت شعار “المواصفات وأهداف التنمية المستدامة.. رؤيتنا المشتركة لعالم أفضل”
تُشارك هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الهيئات والمنظمات المماثلة في دول العالم الاحتفال باليوم العالمي الرابع والخمسين للمواصفات الذي يصادف الرابع عشر من شهر أكتوبر من كل عام، وهو ذكرى تأسيس المنظمة الدولية للتقييس (ISO) في 14 أكتوبر 1947م.
وفي هذا اليوم من كل عام، تجتمع المنظمة الدولية للتقييس (ISO) واللجنة الدولية الكهروتقنية (IEC) والاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) لتكريم الجهود التعاونية المذهلة التي يبذلها الخبراء في جميع أنحاء العالم والذين يساهمون في تطوير المواصفات الدولية.
ويأتي الاحتفال هذا العام للتركيز على الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة “الصناعة والابتكار والبنية الأساسية في عصر الذكاء الاصطناعي”، لإبراز دور مجتمع التقييس في تطوير مواصفات الذكاء الاصطناعي الآمنة والمستدامة، ودفع الابتكار التكنولوجي، وضمان خدمة الذكاء الاصطناعي للبشرية بطريقة مستدامة وأخلاقية ومسؤولة، مع بناء بنية تحتية مرنة لمستقبل مزدهر ومستدام.
وبهذه المناسبة يطيب لي أن أتقدم إلى أجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية ذات العلاقة بشكل عام، والعاملين فيها في نشاط المواصفات بشكل خاص، بخالص التهنئة وأطيب التمنيات بهذه المناسبة، عرفاناً بالجهود الكبيرة التي يبذلونها في مجال إعداد وتطوير المواصفات القياسية التي تساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
حيث تعتبر المواصفات الدولية جوهر ومفتاح الابتكار، فهي تضمن بنية تحتية آمنة ومرنة وقابلة للتشغيل المتبادل، وتساعد في تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتشكيل مستقبل أكثر أمانًا وخضرة. ومع تطور التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي، تساعد المواصفات القياسية الدولية، والمواصفات القياسية الإقليمية والوطنية على ضمان أمان الأنظمة التقنية، وحماية خصوصية المستخدمين، وتسهيل عملية البحث والتطوير والابتكار في الأعمال التقنية، وتصنيع وصيانة أجهزة وأنظمة تخدم الإنسان.
وتشكل المواصفات القياسية العمود الفقري للتقدم العالمي، فهي تضمن التوافق بين الأنظمة، والأمان، والاستدامة، من خلال وضع المواصفات القياسية التي تضمن إدارة مشاريع الشركات ومبادراتها بشكل مستدام، كما إنها تعزز التعاون العالمي لتسريع الابتكار من خلال الذكاء الاصطناعي.
ومن الممكن أن يؤدي التصنيع الشامل والمستدام والمدعوم بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب الابتكار، إلى نهوض قوى اقتصادية تعمل على خلق فرص العمل وزيادة الدخل، وإدخال وتطوير تكنولوجيات جديدة، وتسهيل التجارة الدولية وتمكين الاستخدام الفعال للموارد، مما يعني نمو صناعات جديدة تحسن من مستوى المعيشة للكثيرين، كما سيكون لذلك تأثير إيجابي كبير على البيئة.
وإجمالاً، تقود أهداف التنمية المستدامة طريقنا نحو التقدم، مما يتطلب منا الاستمرار في شراكاتنا مع القطاعات المختلفة وبناء شركات جديدة والتركيز على دعم الممارسٍات البيئية والاقتصادية والاجتماعية نحو تحقيق النمو المستدام والشامل، وتسريع خططنا واستراتيجياتنا المستقبلية ورؤيتنا المشتركة لعالم أفضل.
ومن هنا، تزداد أهمية العمل معاً كرؤية مشتركة لبناء عالم حيث تعمل البنية الأساسية المرنة والنمو الصناعي المستدام والابتكار المتطور – المدعوم بالذكاء الاصطناعي والمدعوم بالمواصفات الدولية على دفع التحول الاقتصادي، من خلال صناعة مستقبل حيث تعمل الحلول التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على تغذية النمو المستدام وتحويل الاقتصاد العالمي للأجيال القادمة.
ومن هذا المنطلق، تعمل هيئة التقييس الخليجية بالتعاون والتنسيق مع أجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء وشركائها من المنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة على تطوير وتبني العديد من المواصفات القياسية الدولية في مجالات الصناعة ونظم المعلومات والتكنولوجيا وغيرها، وأصدرت حتى الآن حوالي 28,000 مواصفة قياسية ولائحة فنية خليجية لمختلف القطاعات والمنتجات والخدمات، تغطي العديد من المجالات في الميكانيكا والكهرباء والتشييد والبناء والمعلومات والغذاء والزراعة ونظم الإدارة وغيره، والتي تساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما تعمل الهيئة على تبني وتطوير برامج التحول الرقمي ومواكبة الممارسات الدولية في مجال إعداد وتطوير ودعم المواصفات القياسية.
وفي الختام.. لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أشيد بالجهود الكبيرة التـي تبذلها المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية في مجال التقييس، كما أتوجه في هذه المناسبة بالشكر والعرفان إلى جميع العاملين في هيئة التقييس الخليجية وأجهزة التقييس الوطنية بالدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية، وكل الداعمين للهيئة، وللتقييس بكافة أنشطته ومجالاته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.