اجتماع خليجي بالدوحة يناقش توحيد المواصفات الإقليمية
في مجال المواصفات القياسية لمواد ومنتجات المباني الخضراء
ناقش الاجتماع الثامن للجنة الفنية الفرعية الخليجية لمواصفات المباني الخضراء، الذي استضافته مؤخراً الهيئة العامة القطرية للمواصفات والتقييس، ممثلة بالمنظمة الخليجية للبحث والتطوير، خطط الدول الأعضاء لتوحيد المواصفات الإقليمية في مجال المواصفات القياسية لمواد ومنتجات المباني الخضراء.
واستعرض الاجتماع الذي عقد يوم الأربعاء 1 يونيو 2022م، والذي حضرته إلى جانب دول المجلس، الجمهورية اليمنية، عدد 22 من مشاريع المواصفات في خطة عمل اللجنة للعام الجاري 2022، وآخر مستجدات القطاع على الصعيد الدولي، بما في ذلك دراسات لحالات مختلفة على الصعيد الإقليمي، ومناقشة نتائجها، وكيفية الاستفادة منها في المجالات ذات الصلة، علاوة على عروض مرئية تمثل تجارب الدول الأعضاء في مجال استدامة المباني، بغرض تبادل الخبرات والاستفادة من الكفاءات والموارد الخليجية المتاحة.
وأكد الدكتور يوسف الحر رئيس اللجنة ورئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، في كلمة خلال الاجتماع الذي يُعقَد على مدى يومين، على أهمية تفعيل دور اللجان الفنية بين دول الخليج العربية، والتي تسهم في الارتقاء بمواصفات المواد والأجهزة الخاصة بالمباني الخضراء ومعايير أدائها بما يتناسب مع بيئة ومناخ المنطقة.
وأشاد بإنجازات ومساهمات دول مجلس التعاون الخليجي التي قُدِّمت خلال الاجتماع، والتعاون أيضًا مع اللجان المناظرة للتوافق مع استراتيجية عمل اللجنة في الفترة المقبلة، وتركيزها على الجوانب التي لم تؤخذ بعين الاعتبار بالقدر المطلوب سابقًا، وذلك لإضفاء الشمولية على نشاطات ومواصفات اللجنة.
وأوضح الدكتور الحر أن من بين هذه الجوانب ما يتعلق بالبنى التحتية والاعتبارات التخطيطية، وتصميم الموقع، إضافة للإدارة البيئية وتصميم المنتجات بحيث تسهل إعادة استخدامها.
من جهته، شدد المهندس جبر محمد الجبر النعيمي مدير إدارة الموصفات والمقاييس بالهيئة العامة القطرية للمواصفات والتقييس، على الدور المهم الذي تقوم به اللجان الفنية الخليجية في تطوير المواصفات، ولا سيما اللجنة الحالية للمباني الخضراء التي تقوم بإعداد وتبني المواصفات القياسية للمباني الخضراء، والمتوافقة مع البيئة، لتساعد في خفض استهلاك الطاقة، وتعزيز جهود التنمية المستدامة وحماية البيئة واستثمار الموارد الطبيعية بكفاءة لتنعكس على مستقبل المنطقة.
وأكد المهندس النعيمي دعم الهيئة لجهود اللجنة في مجال عملها، وتحقيق الأهداف المرجوة منها، لتعزيز العمل الفني الخليجي المشترك، وتوحيد المواصفات القياسية الخليجية، لتحقيق بيئة مستدامة.
من جانبه، ثمن المهندس عبدالله الهدلق رئيس قسم اللجان الفنية بهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، دور دولة قطر في استضافة الاجتماع الثامن للجنة الفنية الفرعية الخليجية للمباني الخضراء حضوريًّا، بعد تعذّر ذلك عدة أعوام بسبب جائحة /كورونا/، وجهود اللجنة في تعزيز العمل الخليجي المشترك، مشيرًا إلى بعض من إنجازات اللجنة كاعتماد المجلس الفني في 12 مايو الماضي لـ 19 مواصفة قياسية خليجية، إضافة إلى اعتماده خطط اللجان الفنية للعام 2022، والتي تضمنت 22 مشروعًا لمواصفات قياسية خليجية ضمن برنامج عمل اللجنة.
وذكر أن الهيئة استشعارًا منها بأهمية عمل اللجنة الفنية وحاجة الدول الأعضاء لمخرجاتها، بصدد تحويل اللجنة الفنية إلى لجنة رئيسية ترتبط في أعمالها ومخرجاتها مباشرة مع اللجنة العامة للمواصفات.
أما المهندس عبدالله الربعي مدير إدارة البلديات والإسكان بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، فأوضح في كلمة بالمناسبة، أهمية اللجنة الفنية الفرعية الخليجية لمواصفات المباني الخضراء في القطاعات الإنشائية الخليجية الحالية والمستقبلية، وأشاد بدور المنظمة الخليجية على المستوى الإقليمي في مجال مواصفات المباني الخضراء ومعايير الاستدامة.
من جانبه، أكد المهندس محمد عبدالله الدبلان ممثل هيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على اهتمام الهيئة بمخرجات أعمال اللجنة، والتي من شأنها الارتقاء بممارسات البناء والتشييد في دول المنطقة.
وعبّر عن سعادته بالتعاون المشترك بين هيئة التقييس والهيئة العامة القطرية للمواصفات والتقييس والمنظمة الخليجية للبحث والتطوير، في عمل اللجنة؛ لما لهما من دور مهم في مجال الأبنية الخضراء.
واستكملت المنظمة الخليجية اليوم الأول من الاجتماع بعرض مرئي عن أهم تجاربها في مجال المباني الخضراء، ومنها ما يتعلق بالعلامة البيئية للمنتجات، ونظام تقييم تشغيل المباني القائمة، وإطلاقها لبرنامج تقييم الطاقة في المباني مع مؤسسة مهندسي الطاقة (AEE)، إضافة إلى إنجازات قطاع الإنشاء في دولة قطر، حيث تجاوزت المباني المسجلة والحاصلة على شهادة /جي ساس/ في مختلف مراحل التصميم، والتشييد والتشغيل حاجز الـ 2.4 مليار قدم مربعة.
ومن المقرر أن تقوم الوفود الخليجية غدًا /الخميس/، بزيارات ميدانية لعدة مشاريع مستدامة في الدولة، منها مشاريع كأس العالم كاستاد الثمامة ومتحف قطر الوطني ليتم إطلاعها على كافة الجوانب التي تم فيها تطبيق معايير الاستدامة للأبنية الخضراء خلال العمليات كافة، سواء التصميم أو البناء أو التشغيل.
وتعتبر المنظمة الخليجية للبحث والتطوير (جورد) مؤسسة غير ربحية تابعة لشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري، تنشط في مجال الاستدامة البيئية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتسعى المنظمة عبر أنشطتها المتنوعة إلى دعم تحول المجتمعات والبنية المؤسسية والبيئة العمرانية نحو الاستدامة، كما تستهدف تعزيز الابتكار وتطوير القدرات لتمكين النمو المستدام منخفض الكربون للأجيال الحالية والمستقبلية.