تشير التقارير إلى إن حجم إنفاق المستهلكين على مستحضرات التجميل والرعاية الشخصية في المملكة العربية السعودية بلغت خلال عام 2014م 4.8 مليارات دولار، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة 1.4 مليار دولار (5.11 مليارات درهم).
وأفادت بعض التقارير بأن قيمة التجزئة لسوق التجميل والرعاية الشخصية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بلغ 25.7 مليار دولار في عام 2014، فيما تشير التقديرات إلى معدل نمو سنوي يقارب ضعف المتوسط العالمي 2.6 % خلال الفترة من 2014 – 2019، متقدما على أسرع أسواق العالم نموا وهو منطقة «آسيا باسفيك»(معدل نمو 4.5 %)، لتكون المنطقة أسرع أسواق التجميل نموا في العالم حسب الأبحاث الحديثة.
وعلى إثر ذلك يؤكد الكثير من المتخصصين على أن استخدام مستحضرات التجميل بطريقة خاطئة وعشوائية تتسبب بالعديد من الأضرار المختلفة والاصابات الخطيرة.
عن تلك الأضرار والمخاطر وكيفية الوقاية منها. مجلة التقييس الخليجي تسلط الضوء على ذلك من خلال الاستطلاع التالي الذي أعده/ طه العامري.
تقول أم سمر أن استخدام أدوات التجميل من دون معرفة مصدرها أو غير مستندة لماركات معروفة (مجهولة المنشأ والمصدر) تؤثر على الجسم وعلى البشرة خصوصاً الوجه، كذلك فأن الاستخدام العشوائي والمفرط للمستحضرات حتى ولو كانت أصلية يمثل خطورة على البشرة وقد يؤدي إلى أمراض خطيرة، لذلك يجب أن نستخدم الماركات الجيدة والمناسبة لطبيعة البشرة أو الجلد.
وتشير إلى أن هناك كثيراً من الإعلانات التي تروج لأنواع عديدة من أدوات التجميل بأنها جيدة وممتازة ومرخصة من الجهات المعنية، إلا أنه وعند الاستخدام تجد الكثير منها يتسبب بأضرار كثيرة، أيضاً التغيير في استخدام المستحضرات من نوع إلى آخر واستخدام الخلطات التجميلية دون استشارة، كل ذلك يزيد من الأعباء على بشرة الجلد.
الحرص على السعر الأقل قد يأتي بجودة أقل
مشاعل الناصر –طالبة قانون- قالت بأنه من الضروري الحرص على شراء مستحضرات التجميل من أماكن معتمدة وفي الغالب أماكن تم الشراء منها وتجربتها من قبل شخص موثوق، وأضافت بأن “التأكد من تاريخ الصلاحية مهم جداً لأن الآثار السلبية التي ستنتج عن المستحضرات في حال كانت غير جيدة سيكون تأثيرها السلبي على الشخص نفسه”. كما أن الحرص على السعر الأقل فقط قد يأتي بجودة أقل وتأثير سلبي بحسب قولها. وأن السعر يجب أن يكون مقبولاً، وليس شرطاً أن تكون كل الأشياء مرتفعة السعر مناسبة لمتطلبات الشخص.
وتقول رائدة القحطاني «لا اتأكد من تاريخ الصلاحية عند الشراء لكن من المهم أن تكون جميع المنتجات التي أقوم بشرائها منتجات أصلية و من ماركة معروفة ومرخصة من الجهات المعنية بحيث أتأكد بأنها لا تسبب أية أضرار على المدى البعيد عند استخدامها.
هدى قالت لا أحرص على النظر في تاريخ الصلاحية للمنتجات التي أقوم بشرائها لكن من المهم جداً أن يكون المنتج أصلي، أما بالنسبة إلى معايير اختياري لها فهو مناسبتها لطبيعة البشرة و أن تكون ذات جودة عالية، كما أني استمر على نفس المنتج إذا كانت جودته ممتازة.
أما شهد العتيبي فتقول «احرص دائماً عند شراء مستحضرات التجميل التي تهتم بالبشرة على التأكد من تاريخ صلاحيتها، أما بخصوص أدوات التجميل «الماكياج» لا أحرص كثيراً على قراءة تاريخ صلاحيتها لأني أقوم بشرائها من الماركات المعروفة بالتالي أكون واثقة من جودتها.
مها الصيادي: “احرص دائماً على شراء مستحضرات التجميل من ماركات معروفة ومرخصة لأن مستحضرات التجميل المقلدة مضارها تغلب على موضوع سعرها فلا يمكن أن أعرِّض نفسي للخطر في سبيل التوفير”.
تعريف
مستحضرات التجميل وأدوات العناية الشخصية هي مواد تستخدم لتعزيز أو حماية مظهر أو رائحة الجسم البشري. وتشمل مراهم العناية بالجلد، والغسولات والمساحيق والعطور، ومحمرات الشفاه، وطلاء الأظافر، وماكياج العيون والوجه، والعدسات اللاصقة الملونة، وأصبغة ومثبتات الشعر، والمواد الهلامية، ومزيلات الروائح الكريهة، وأنواع أخرى كثيرة ومتعددة.
وتدخل العديد من المواد في صناعة مستحضرات التجميل منها الرتينين، وحمض الفاهيدروكسي، والهيدروكونيون والنفط ومكونات الرصاص أو الزئبق أو مركبات القصدير وغيرها من الزيوت العطرية والمواد المضافة والمواد الدافعة.
التأكد من سلامة المستحضر
خبراء تجميل يقولون بأن مستحضرات التجميل مفيدة للبشرة إذا كانت مصنعة من مواد معروفة مجربة ومدروسة من قبل الأطباء فبعضها يفيد من جهة ويضر من جهات أخرى. فبشرة الجلد تستفيد من مستحضرات التجميل المناسبة لترطيبها وحمايتها من العوامل الطبيعية كالشمس والغبار وللتقليل من آثار الشيخوخة والعلامات المرضِيَّة. لكن وبنفس الوقت فأن هناك حالات كثيرة تتعرض للأذى من مستحضرات التجميل نتيجة لاحتوى صناعة البعض منها على مواد سامة ممنوعة الاستخدام تؤدي إلى تأثيرات سريعة في بعض الحالات وهناك تأثيرات جانبية أخرى تظهر فيما بعد.
موضحين بأن هناك مستحضرات تجميل تتسبب في الإصابة بأمراض الجلد كالتشوهات والحساسية، بالإضافة إلى عدد من المخاطر وذلك نتيجة لتصنيعها من بعض الدهون التي يمكن أن تحتوي على مرض قبل استخدامها في التصنيع، وكذلك طريقة التصنيع نفسها التي تتم في أماكن مجهولة تؤدي لحدوث خلل في نسب المكونات لهذه المنتجات، وهو ما يزيد من مخارطها.
لذلك يفضل قبل استخدام مستحضرات التجميل التأكد من سلامة المستحضر وآثاره الجانبية من خلال عرضه على الطبيب المختص بالأمراض الجلدية لمعرفة تركيبه العلمي والشركة المصنعة ومدى مصداقيتها ورفض المستحضرات المجهولة والتي لا يكتب عليها أسماء مكونات مادتها ومقاديرها.
استشارة الطبيب
أطباء متخصصون في الأمراض الجلدية يقولون بأن الأمراض التي تسببها أدوات التجميل كثيرة، خصوصاً إذا استخدمت بكثرة فأنها تعمل على سد المسامات وظهور البثور مع التهابات في الجلد، كذلك تتسبب كريمات الفرد بتساقط الشعر واستخدام بعض الصبغات تؤدي لنوع من الحساسية في منطقة قشرة الرأس وأحياناً في الوجه كاملاً، كما أن بعض المكونات الأساسية لمستحضرات التجميل تؤدي إلى بروز التجاعيد وترهل البشرة.
مضيفين بأنه ولتجنب كل ذلك يجب على المرأة حسن اختيار مواد التجميل وشراء تلك المواد من مكان موثوق وماركة معروفة، وعلى المرآة أيضاً ألا تذهب إلى النوم والماكياج مازال على وجهها، لأنه سيتسلل إلى المسام فيسدها ويحرمها من التنفس ويؤدي ربما في بعض الأحيان إلى اختناقها.
وينبه الأطباء كذلك إلى ضرورة تنظيف البشرة حتى لا يؤثر بقايا الماكياج عليها. منوهين إلى استحسان استشارة الطبيب قبل استخدام أي مستحضر تجميلي.
المستحضرات الآمنة والمفيدة
المهندسة/ أفراح القباطي أخصائية مختبرات تقول بأنه يدخل في صناعة مستحضرات التجميل ما هو أصلي يتفق وينسجم مع متطلبات الصحة والسلامة التي كفلتها المواصفات القياسية التي تحدد نوعية ونسب المواد المستخدمة في التصنيع، ومنها ما هو مخالف لذلك. ولهذا فإن مستحضرات التجميل الآمنة هي التي تعتمد في صناعتها على زيوت وأصباغ طبيعية بالإضافة إلى الأحماض الأمينية. واعتبرت القباطي بأن مواد مستحضرات التجميل مفيدة متى ما تم استخدامها وفقاً للمعايير العلمية الصحيحة أما إذا أسُيء استخدامها وحصل تجاوز في النسب التي أقرتها المواصفات القياسية المعتمدة الصادرة عن أجهزة التقييس فإن ذلك يؤدي إلى مخاطر عديدة على صحة وسلامة مستخدميها.
مضيفةً بأن مستحضرات التجميل كغيرها من المنتجات تحتوي على كمية من المواد الحافظة التي تعيق نمو البكتيريا، وهذه المواد لها عمر افتراضي ومفعولها يبدأ بالضعف يوماً بعد يوم، أيضاً سوء التخزين لها يؤدي إلى انتهائها تماماً، وبالتالي فإن استخدام هذه المستحضرات بعد انتهاء مفعول موادها الحافظة يعرض المستهلك للإصابة بعوارض مرضِيَّة عدة.
رقابة الضمير
يقول معاذ الكامل صاحب محل مستحضرات تجميل ”صحيح بأن أجهزة الرقابة لها دور مهم في حماية التاجر والمستهلك، إلا أن ضمير المُصنع والتاجر والبائع يجب أن يكون الرقيب الأول.
فأدوات أو مستحضرات التجميل مثلها مثل بقية المواد لها فترة صلاحية محددة، وتوجد المواد الأصلية والمقلدة، فالغش الذي قد يقوم به بعض ضعفاء النفوس والضمير في القيام بتزوير مدة الصلاحية من أجل عدم الخسارة، أو القيام ببيع مواد غير معروفة المصدر على أنها ماركات معروفة لزيادة الربح، أو المواد المقلدة على أنها أصلية يتسبب بأضرار على المستهلك.
أما بالنسبة لتفاوت الأسعار بين مستحضر وآخر فهذا يعود إلى اختلاف الشركات المصنعة نوع أصلي ونوع مقلد، وهذا لا يعني عدم صلاحية المقلد للاستخدام أو انه يضر بالسلامة، بقدر ما يضر صاحب الماركة الأصلية. وكل ما استطيع أن أقوم به كصاحب محل أو بائع هو توضح ذلك للمستهلك، حتى لا أدخل في شبهة الغش.
اتفاقيات للفحص المسبق
مصدر مسئول بالهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة قال بأن الهيئة أصدرت حوالي (30) مواصفة قياسية خاصة بمستحضرات التجميل وعملت على تحديثها بما يتناسب والمعمول به إقليمياً ودولياً.
لافتاً إلى أن الهيئة تقوم بالتأكد من صلاحية وسلامة منتجات مستحضرات التجميل عند وصول الشحنات إلى المنافذ الجمركية، حيث يتم معاينة الشحنات ظاهرياً للتأكد من البيانات الإيضاحية، وسلامة الوثائق، ومن ثم أخذ عينات عشوائية للمنتجات لإجراء الفحوصات اللازمة عليها والتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المعتمدة.
مضيفاً بأن الهيئة أبرمت عدداً من الاتفاقيات الدولية الخاصة بالفحص المسبق للمنتجات والسلع المستوردة بما فيها مستحضرات التجميل مع كل من مصر وتركيا والصين، مشيراً إلى أن الهيئة قامت كذلك بإعداد مسودة لائحة بشأن المتطلبات والشروط الخاصة بتسجيل منتجات مستحضرات التجميل (غير الصيدلانية) لديها. حيث تحتوي اللائحة على المتطلبات والمعلومات والإرشادات اللازمة بصناعة وتجارة مستحضرات التجميل إضافة إلى عدد من المعلومات الأخرى ذات العلاقة. وكل ذلك يهدف إلى الحد من إغراق الأسواق بمستحضرات تجميلية مخالفة للمواصفات القياسية.
حزمة رقابية متكاملة
الهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة العربية السعودية أكدت بأنها طبقت نظام الإدراج الإلكتروني الإلزامي على منتجات التجميل المصنعة محلياً والمستوردة بناء على نوع المنتج ابتداء من 12 جمادى الآخرة 1436هـ الموافق1 إبريل 2015م.
ودعت مصانع ومستوردي منتجات التجميل إلى جدولة منتجاتهم والبدء في إدراجها، وذكرت أن نظام الإدراج الالكتروني الإلزامي لمنتجات التجميل قد بدأ تدريجياً حيث تم إدراج منتجات العناية بالفم ابتداء من شهر أبريل 2015، ومنتجات العناية بالأظافر في شهر يونيو 2015، ومنتجات العناية بالشعر وفروة الرأس في شهر أكتوبر 2015، ومنتجات العناية بالبشرة في شهر يناير 2016.
وقالت الهيئة أن ”نظام منتجات التجميل فرض عقوبات مشددة على من يخالف أحكامه أو لائحته. مشيرةً إلى أنها ستؤدي من خلال هذا النظام دوراً فعالاً في ضبط جودة منتجات التجميل، والحد من حالات غشها، وضمان سلامة المستهلكين، عبر حزمة رقابية متكاملة، تشمل وضع ضوابط لترخيص المصانع العاملة في هذا المجال، وتحديد آليات للرقابة والتفتيش عليها، وعلى مستودعاتها وأماكن بيع المنتجات وإرسالياتها وشحناتها، بما يساعد على ضمان سلامة ومأمونية هذه المنتجات.
مواصفة خاصة لمستحضرات التجميل
الاستاذ عبدالله المعيني مدير عام هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس قال بأن الهيئة بدأت مطلع العام الماضي 2015م بالتطبيق الإلزامي للنظام الإماراتي للرقابة على مستحضرات التجميل والعناية الشخصية والعطور وذلك للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية الإماراتية.
وأشار المعيني إلى أنه بناءً على النظام الإماراتي للرقابة على المنتجات الحلال قامت الهيئة بوضع مواصفة خاصة بمتطلبات مستحضرات التجميل والعناية الشخصية الحلال تهدف إلى وضع معايير لمستحضرات التجميل الحلال في أسواق الدولة، حيث تم إدراج هذه المواصفة القياسية ضمن قائمة المواصفات القياسية المعتمدة في النظام الإماراتي للرقابة على المنتجات الحلال ليتم من خلالها التأكد من استيفاء المنتجات الخاضعة لها ومطابقتها لمتطلبات الحلال في الشريعة الإسلامية وللمتطلبات الصحية والفنية المطلوبة في المواصفات القياسية المعتمدة قبل تسجيلها في الهيئة والتصريح بتداولها بالدولة.
موكداً بأن هذه المواصفة القياسية تهدف لضبط إجراءات التصنيع والاستيراد والتصدير للمنتجات الحلال في الدولة بما يساعد في تعزيز الثقة بالمنتجات المتداولة والحد من الغش وحماية المستهلك وتعزيز الثقة بمطابقة المنتجات لمتطلبات الحلال في الشريعة الإسلامية. وأضاف إن هذه المواصفات القياسية والأنظمة الجديدة تأتي في إطار جهود ”مواصفات” لإيجاد منظومة متكاملة لمراقبة جودة منتجات الزينة ومستحضرات التجميل بالأسواق المحلية، ومنع تداول المنتجات الرديئة التي تؤثر سلبا على الصحة العامة للمستهلك.