السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تتطور معرفة الإنسان بأهمية الطاقة مع تراكم تجاربه اليومية، فقد اعتمد الإنسان الأول على طاقته الجسدية وتطورت معرفته إلى استخدام طاقة المياه من خلال الآلة البخارية وبدأ باستخدام الآلة إلى استخدام الفحم والنفط كمصدرين للطاقة.
إذ تعتبر الطاقة عصب الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها، فهناك حاجة متزايدة لها سواءً كانت شخصية في منازلنا لتشغيل الإنارة والتكييف والثلاجة والمكواة أو خدمية لتشغيل الآلات والمصانع ووسائل النقل والمواصلات.. الخ.
وتتعدد أنواع الطاقة المستخدمة في حياتنا فمنها الطاقة الشمسية والطاقة الكامنة في النفط والفحم وطاقة الكهرباء وغيرها، الا أن الطاقة الكهربائية تعتبر الركيزة الرئيسة للتطور الاجتماعي والعلمي والصناعي فضلاً عن أنها المحرك الأساس للتقدم والرقي في مختلف مجالات الحياة.
ومن باب الاهتمام بالاستدامة بالطاقة فأن عدد من الدول المتقدمة بدأت بالانتقال من عصر الطاقة التقليديّة إلى عصر الطاقة المتجددة التي أصبحت ضرورة من ضرورات التنمية المعاصرة، كونها باتت شرطاً أساسياً من شروط استدامة التنمية. ومع ذلك فإن باستطاعة الدول النامية أيضاً اللحاق بهذا الركب واستخدام الطاقة المتجددة، باعتبار أن مصادرها مثل الرياح والطاقة الشمسية هي مصادر رخيصة، تستطيع إنتاج الطاقة باستمرار دون أي تكلفة إضافية بمجرد أن يتم بناؤها وتركيبها، وهذا يمكن أن يشكل فائدةً كبيرةً على المدى الطويل، كما أنه كلما ازداد الطلب على استخدام هذه الأنواع من مصادر الطاقة في الشبكات الكهربائية أدى ذلك لانخفاض أسعارها.
ومواكبه لهذا التطور في مجال الطاقة ومحاولة الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة كونها أكثر صداقة للبيئة وأكثر استدامة فقد وافق المجلس الفني لهيئة التقييس في اجتماعه الثالث والثلاثين على إنشاء لجنة فنية خليجية متخصصة في مجال مواصفات الطاقة المتجددة وتقنيات تخزين الطاقة، ونظمت الهيئة برامج تدريبية هدفت إلى تزويد المشاركين من الدول الأعضاء بالمعرفة الأساسية في مجال إنتاج واستخدام الطاقة، وأحدث التقنيات في تخزين الطاقة المتجددة وكفاءتها، كما تضمنت بعض البرامج التدريبية مجموعة واسعة من المواضيع منها المواصفات القياسية العالمية للطاقة المتجددة ومصادرها وسبل الاستفادة منها في إنتاج الطاقة والدور الذي تلعبه في المحافظة على البيئة.
*الأمين العام للهيئة (2012- آبريل 2018)
