أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم
)يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ). (البقرة): 168.
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّـهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴿172﴾ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّـهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). (البقرة: 172-173)
صدق الله العظيم.
تعتبر هيئة التقييس لدول مجلس التعاون هيئة شبه إقليمية تضم مجموعة دول خليجية إسلامية وتتواجد في أهم منطقة جغرافية للعالم الإسلامي وبها تقع أرض الحرمين الشريفين.
ونظراً لاعتبارها الجهة المناط بها إصدار المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية الموحدة، ومن منطلق الحرص على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء فقد أولت الهيئة منذ إنشائها وبتعاون وتضافر الدول الأعضاء أهميةً بالغةً في مجال الحلال، وبذلت جهوداً كبيرة أهمها إصدار التشريعات المنظمة للمسائل المتعلقة بالحلال تشمل الجوانب الفقهية والشرعية والفنية والصحية والجودة.
واعتمدت الهيئة في سبيل تحقيق ذلك عدة مصادر ومرجعيات للجوانب المتعلقة بالأمور الشرعية أهمها الفتاوي الفقهية عبر مجمع الفقه الإسلامي المنبثق من منظمة التعاون الإسلامي، وأصدرت عدد من المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية الموحدة.
وتجسيداً لرؤية الهيئة المستقبلية وإيمانا بأهمية الحلال وتأييداً لتنفيذ تطلعات الدول الأعضاء بأهمية الحلال، فقد صدر قرار المجلس الفني للهيئة في اجتماعه الثاني والأربعين (الرياض، 26 – 27 أبريل 2017م) بالموافقة على تشكيل لجنة فنية خليجية رئيسية للحلال وخدماته.
وانطلاقاً من تشكيل هذه اللجنة فستتولى مهام ومسؤوليات كبيرة في استمرار مواكبة التطورات والقضايا والمسائل المتعلقة بالحلال بحيث لا يقتصر على الغذاء الحلال فقط، وإنما يخدم ويغطي جميع مجالات الحلال (الغذائية/ مستحضرات التجميل/ المنسوجات والجلود/ الأعلاف/ المضافات …الخ).
وتسعى الهيئة إلى تحقيق هدف الوصول إلى تطبيق منظومة حلال متكاملة تحمي الإنسان والبيئة وتحافظ على تطبيق الأحكام الشرعية، كما تأمل الهيئة تحويل بعض المواصفات القياسية الخليجية للحلال إلى مواصفات قياسية دولية، وزيادة وعي المستهلكين والمتعاملين مع منتجات وخدمات الحلال وبناء وتنفيذ الممارسات السليمة في هذا المجال، ولن يتحقق ذلك إلا بتكاتف الجهود ومشاركة مختلف الأطراف المعنية بالدول الأعضاء من خلال تنفيذ آليات عمل مناسبة وموحدة تكفل حسن التنفيذ والتطبيق الموحد على مستوى الدول الاعضاء.
والله الموفق