كشفت دراسة استطلاعية حديثة أجراها السيد باسل المسقطي وهو أحد المختصين بسلامة الغذاء بأن الإناث أكثر تحفظاً من الذكور في تداول الشائعات الغذائية.
وشملت الدراسة عدد 726 شخصاً، بنسبة 66% من الذكور و34% من الإناث تتراوح أعمارهم ما بين 14 إلى 72 سنة بمتوسط عمر 43 سنة، وأجريت الدراسة في مملكة البحرين بهدف قياس مستوى الوعي والممارسات الصحية الجيدة لدى مختلف شرائح المجتمع.
وقد تم جمع بيانات الدراسة باستخدام استبيان وزّع إلكترونياً على المشاركين (Google Forms)، كما تم استخدام برنامج IBM SPSS Statistics لتحليل البيانات، واحتوى الاستبيان على أسئلة ديمغرافية وأخرى متعلقة بالمعرفة والممارسات الخاصة بالسلامة الغذائية.
تداول الشائعات والأخبار المتعلقة بالأغذية
من أهم ما نتجت عنه الدراسة هو أن 29% من الذكور يقومون بتداول الشائعات والأخبار المتعلقة بالأغذية غير الصالحة وغير النظيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل التأكد من صحتها من الجهات الرسمية الحكومية، وفي المقابل تقوم 13% فقط من الإناث بهذه الممارسة؛ وفي كل الحالات تعتبر هذه الممارسة غير صحيحة، وينصح الباحث بالتأكد من الأخبار المتداولة قبل نشرها مع عدم الانسياق وراءها لما لها من تأثير سلبي على سلامة وصحة المستهلك والاقتصاد.
غسل اليدين قبل الأكل
أظهرت الدراسة مستوى وعي المشاركين فيما يخص أهمية قيامهم بغسل اليدين قبل الأكل، وبيّنت النتائج أن95 % من الذكور و %97 من الإناث يقومون بذلك، وهذا يبين أن نسبة كبيرة من الجنسين لديهم وعي صحي ممتاز فيما يتعلق بأهمية غسل اليدين قبل الأكل، فقد تكون اليد غير النظيفة مصدر لنقل وانتشار الميكروبات الضارة التي تسبب المرض للإنسان وفساد الغذاء.
غسل أدوات وأسطح التحضير
هذا أيضاً ما بينته نتائج سؤال المشاركين عن قيامهم بغسل أدوات وأسطح التحضير قبل البدء بعمل سلطة الخضار والفواكه، حيث تبيّن أن 97% من الذكور، والمبهر أن جميع الإناث تقريباً 100% لديهم اهتمام بذلك، وهذا يدل على أن الجنسين من المشاركين لديهم وعي صحي بمستوى ممتاز؛ وهذا هو الحال عند ممارسة غسل الخضار والفواكه التي يتم شراؤها من السوق قبل أكلها فأغلب المشاركين من الجنسين يقومون بهذه الخطوة.
التأكد من تاريخ الصلاحية
ربما يوجد اعتقاد سائد بأن كثير من المستهلكين لا يهتمون عند شرائهم للمواد الغذائية بقراءة تاريخ الإنتاج والانتهاء والتي تحدد مدة صلاحية المادة الغذائية للاستهلاك الآدمي، وأن تكون في مدى جودة مقبولة عند الالتزام بشروط التخزين الصحيحة، ولكن نتائج الدراسة بيّنت العكس فالمشاركين من الجنسين لديهم وعي صحي عالي بأهمية قراءة تاريخ الصلاحية عند شراء الأغذية.
شراء الأكل من المطاعم
يعتمد كثير من المستهلكين على شراء بعض أو كل وجباتهم المختلفة من المطاعم ومحلات بيع الأغذية، وقد يضطر البعض منهم في حالة الضرورة لشراء مأكولاتهم من بعض المحلات غير النظيفة أو قد تكون الأغذية المحضرة فيها مشكوك بصلاحيتها حسب تشخيص بعض المستهلكين، وهذا ما أكدته نتائج الدراسة أن 19% من الذكور لا يولون -عند شراء الأطعمة- أي اهتمام لنظافة المطاعم ومحلات الأغذية، بينما 5% فقط من الإناث يقومون بنفس الممارسة؛ وفي جميع الحالات تعتبر هذه الممارسة غير جيدة ويجب زيادة وعي المستهلكين فيها لأن ذلك يعرّض صحتهم وسلامتهم لخطر التسممات الغذائية لاحتمالية تلوّث الغذاء. وللمستهلك دور في تحقيق السلامة الغذائية وهو طرف هام في تحمل المسئولية ويجب ألا يخاطر بشراء أو استهلاك أي مادة غذائية مشكوك بصلاحيتها، وينصح الباحث المستهلك بالاستدلال على سلامة الغذاء عن طريق ملاحظة نظافة المحل والعاملين فيه وطرق التحضير والتقديم.
التسخين بالمايكروويف والتخزين في الثلاجة
وعن رأيهم في مأمونية التسخين في فرن المايكروويف، بينت نتائج الدراسة أن أكثر الذكور والإناث لديهم الاعتقاد بأن التسخين في فرن المايكروويف آمن، بينما النسبة الأقل منهم يعتقدون بأن التسخين في فرن المايكروويف غير آمن.
أمّا عن سؤال الجنسين عما إذا كان التخزين في الثلاجة يقضي على الميكروبات، فكانت النتيجة أن 60% من الذكور و53% من الإناث لا يعتقدون بأن التخزين في الثلاجة يقضي على الميكروبات في حال وجودها في المادة الغذائية، وعن هؤلاء يعتقد الباحث أن النتيجة قد تكون مؤشر على وجود معلومات جيدة لديهم في السلامة الغذائية ويتطلب عمل بحث تأكيدي لمعرفة ذلك.
مستوى وعي مناسب
أكدت النتائج أن المشاركين في الدراسة لديهم مستوى مناسب من الوعي والممارسات الجيدة عند التعامل مع الأغذية، وقد دعا الباحث أجهزة الرقابة والجهات الرسمية الصحية في الدول بالاهتمام والحرص على زيادة حملات التوعية فيما يتعلق بسلامة الغذاء والسعي الدائم لوضع قوانين أكثر صرامة لإحكام الرقابة على سلامة الغذاء مع الحرص على عدم إنشاء عراقيل أمام المعاملات التجارية الغذائية بما لا يؤثر على سلامة وصحة المستهلك.
وتعتبر الدراسات الاستطلاعية نقطة البداية في تكوين دليل لدراسات أعمق وأكثر تفصيلاً، ويتمنى الباحث أن تكون نتائج هذه الدراسة مساهمة لفتح آفاق أوسع في نفس مجال الدراسات المشابهة.