تلعب المعامل والمختبرات القائمة في المؤسسات العلمية والبحثية والصناعية والبيئية والتعليمية والمنشآت اﻹنتاجية والخدمية دوراً هاماً في حياتنا ومستقبلنا، إذ توفر المعامل والمختبرات كافة المعلومات والبيانات المطلوبة لاتخاذ قرار معين أو لحل مشكلة معينة خاصة بالتصنيع واﻹنتاج والخدمات أو اتخاذ برنامج علاجي معين للمرضى أو أية قرارات هامة تتعلق بحياة الناس ومصالحهم وحاجاتهم ورغباتهم.
فالمعامل الكيميائية تقوم بدور هام في حياتنا على كافة المستويات الصناعية والبحثية والبيئية والتعليمية، وتسعى المعامل التحليلية الكيميائية من خلال عمليات التحليل والفحص والاختبار إلى إعطاء نتائج معملية تحليلية صحيحة ودقيقة موثوقة تتميز بها وذلك من خلال كفاءة العاملين داخل المعامل والمختبرات وكفاءة أداء العملية التحليلية ذاتها.
وكثيراً ما نتسائل عن جودة ودقة النتائج التي تخرج بها لنا تلك المختبرات خاصة تلك التي تتعلق بالصحة كالمختبرات الطبية أو المتعلقة بصحة غذاء الناس كالمختبرات الغذائية ومختبرات مياه الشرب والمختبرات البيطرية أو المختبرات الكيميائية التي تفحص ملايين السلع والمنتجات الكيميائية والبيولوجية، وعن مدى أنظمة الجودة التي تتبعها وهل هي حاصلة على مواصفات الآيزو 17025 المتعلقة بمتطلبات كفاءة وجودة المختبرات. وماهي نسبة المختبرات الحاصلة على نظام الجودة للمختبرات الاكلينيكية (الطبية) الايزو 15189؟
وللإجابة يمكننا القول بأن المشاركة في برامج اختبارات الكفاءة والبحث والاطلاع في هذ المجال قد يغنينا عن الخوض في مثل تلك التساؤلات ويفتح المجال أمام المعنيين من مختبرات وجهات أخرى معنية بمتابعة أداء المختبرات للاستفادة من عدة جوانب أهمها:
- التأكد من كفاءة الأداء.
- تحديد الإشكاليات في عملية الاختبار والإجراءات المتبعة.
- تحسين أداء المختبر وتدريب الكوادر (الموظفين).
- كسب الثقة من قبل المستفدين في الخدمات التي يقدمها المختبر.
- تحديد دقة وصحة طرق الاختبار.
- الاستجابة لمتطلبات جهات الاعتماد والمشرعين.
- توفير إدارة مخاطر إضافية للمختبرات.
إن كثير من المختبرات ليس لديهم فرصة لمقارنة بياناتهم مع الآخرين أو الاطلاع على تجاربهم فاختبارات الكفاءة تهدف إلى تقييم أداء المختبرات في القيام بعمليات الاختبار والمعايرة بشكل محدود وتوفر الفرصة لإجراء مثل تلك المقارنات، كما توفر المشاركة في برامج اختبار الكفاءة لدى إدارة المختبر آلية للرصد المستمر لفعالية المختبر ولمستوى أدائه مقارنة بمختبرات أخرى.
أيضاً تعتبر اختبارات الكفاءة إحدى آليات المختبر لتحليل المخاطر ولتحسين الأداء وتُكسب العاملين في المختبرات وإدارتها مزيداً من الثقة في كفاءة المختبر، كما أن المستفيدين من خدمات المختبر (أطراف معنية بنتائج الفحص والاختبار) تترسخ لديهم ثقة كبيرة في كفاءة المختبر عند علمهم بأنه يخضع للتقييم المستمر من خلال المشاركة في عمليات اختبار كفاءة ومقارنة مع مختبرات معترف بها عالمياً.
كذلك تتيح برامج اختبار الكفاءة عند توفير عدد كافي من مواد الاختبار لأكثر من فني مقارنة أداء نتائج مختلف الفنيين المشاركين في نفس العينات التي يتم فحصها أو معايرتها من طرف مختبرات خارجية، مما يساعد المختبر في مقارنة أدائه مع نظرائه ويوفر أيضاً مدخلات لتقديرات حساب الارتياب في الاختبارات ذات الصلة.
إن الأداء المميز والناجح للمختبر في اختبارات الكفاءة يساهم في توفير الثقة من قبل الجهات الرقابية وهيئات الاعتماد في بيانات المختبر الذي تصادق عليه أو تعتمده، وبالتالي فإن ذلك يمكن المختبر من الحفاظ على الاعتماد.
المرجع/
- كتيب صادر عن هيئة التقييس (أهمية اختبارات الكفاءة وإيجابياتها على مختبرات الفحص والمعايرة).
- موقع منتديات ستاير تايمز.