بسبب الزيادة المضطردة في عدد المنشآت الغذائية، وفي سبيل تحقیق أهداف أجهزة الرقابة على الأغذية لضمان صحة وسلامة المستهلك يتم توظيف أدوات وأنظمة من شأنها أن تسهّل وتحكم عملية الرقابة. وقد أسهمت ثورة التكنولوجيا الإلكترونية في إثراء أجهزة الرقابة في كثير من الدول، فبعضها يستخدم أنظمة إلكترونية لرصد ومتابعة جميع ما يخص سلامة الغذاء في المنشآت الغذائية. وقد ذكرت التقارير المنشورة أن مثل هذه الأنظمة قد ساهمت في رفع كفاءة وجودة الخدمات المقدمة للجمهور تماشیاً مع رؤیة وإستراتیجیات أجهزة الرقابة على الأغذية والجهات الصحية.
أهم فوائد استخدام الأنظمة الإلكترونية:
تتوفر معظم الأنظمة الإلكترونية لموظفي أجهزة الرقابة على الأغذية على الهاتف الجوال أو الحاسوب اللوحي أو الشخصي.
كما يتاح في هذه الأنظمة تخزين البيانات وسرعة الوصول إليها بدلاً من استخدام الأساليب التقليدية القديمة كالتسجيل الورقي، والتي كانت موجودة لدى معظم أجهزة الرقابة وما زال بعضها يستخدمها لوقتنا الحاضر، وهي تحتاج إلى مساحات كبيرة للتخزين.
كذلك تقوم هذه الأنظمة بتوثيق المخالفات المرصودة عن طريق التقاط صور فوتوغرافية وتسجيل مرئي وتخزينها مباشرة في قواعد البيانات المتاحة. وتساعد هذه الأنظمة موظفي الرقابة على الأغذية على سرعة اتخاذ القرارات الصحيحة والإجراءات اللازمة في دقائق معدودة بناء على تحليل وتحديد مستويات الخطر.
وحسَّنت هذه الأنظمة عملية التواصل مع أصحاب ومدراء المنشآت الغذائية عن طريق إرسال إشعارات من خلال رسالة نصية قصيرة تحتوي على معلومات تمكنهم من الدخول لحساب مخصص للمنشأة، ويتاح لهم إرسال استفساراتهم المتنوعة والاطلاع على تقرير الزيارة.
أمّا بخصوص السرية والأمن للبيانات المسجلة، فهذه الأنظمة وفرت قواعد بيانات مكّنت أجهزة الرقابة على الأغذية من حفظ نسخ احتياطية من المعلومات لفترات زمنية يتم تحديدها حسب الحاجة دون فقدان البيانات في عدّة حالات، وساعدت الأنظمة على خلق علاقة شفافة تتصف بالسرعة والدقة وتهدف إلى الارتقاء بجودة الأداء وإنتاجية العمل. وتتيح هذه الأنظمة مجال أكبر للتحكّم، وذلك بإعطاء الصلاحيات للأشخاص المخوليين فقط للاطلاع أو التغيير ولوضع خطط عمل من شأنها تطوير وإحكام عملية الرقابة على الأغذية كلٍ في مجال عمله وتخصصه.
كما تقدم هذه الأنظمة مؤشرات أداء من خلال التقارير والاحصائيات الدقيقة التي تنتجها مما يسهّل دراسة نقاط الضعف والقوة في عمل أجهزة الرقابة لتتمكن من تطويرالأداء على مختلف المستويات من ضمنها تقييم عمل موظفي الرقابة على سلامة الأغذية لتحسين أدائهم.
وقد سهّلت الأنظمة لموظفي أجهزة الرقابة على الأغذية الاطلاع ومتابعة المعلومات التي من شأنها أن تقلل الأخطار الغذائية الناتجة من الممارسات الخاطئة في المراحل المختلفة في السلسلة الغذائية، وفي نفس الوقت ساعدت أصحاب ومدراء المنشآت الغذائية التقليل من تكلفة التشغيل بسبب الخسائر من جراء الأغذية التالفة وغير الصالحة للاستهلاك أو الغرامات المالية التي يتم إيقاعها.
أنظمة أخرى مساعدة لإحكام عملية الرقابة على الأغذية:
تسعى أنظمة الرقابة على الأغذية في بعض الدول نحو التكامل في عملية إحكام الرقابة، ولتحقيق الأهداف المرجوة فقد ارتقت بعض أجهزة الرقابة في سبيل تحسين مخرجات الأنظمة الإلكترونية والتفتيش على الأغذية؛ بوضع أجهزة تسجيل مرئية يتم تثبيتها داخل المنشآت الغذائية وربطها مع قواعد المعلومات المتوفرة تمكّن موظفي الرقابة من متابعة خطوات تداول وتصنيع الأغذية ولتحسين أداء متداولي الأغذية عن طريق رصد وتسجيل الممارسات الخاطئة في كل الأوقات. كما قامت بعض الدول من استخدام نظام مساعد مثل “التفتيش الذكي“ الذي يهدف بشكل رئيس إلى رفع الوعي الصحي وتقليل الممارسات الخاطئة لدى متداولي الأغذية. كما تقوم بعض الدول من إصدار شهادات توضح المستوى الصحي للمنشأة الغذائية كمؤشر يبيّن مدى الالتزام بالاشتراطات الصحية المطلوبة ولتخلق جو من التنافس الإيجابي بين تلك المنشآت.
* أخصائي سلامة أغذئية أول ، وزارة الصحة – مملكة البحرين