أكثر ما يثير مخاوف المستهلكين هي الإشاعات المتعلقة بوجود مواد كيميائية مدرجة ضمن قائمة المحتويات للمواد الغذائية، وذلك لارتباط هذه المواد بالصورة النمطية للأغذية المصنعة وما قد تسببه من أضرار على صحة وسلامة المستهلك.
فما طبيعة تلك المواد ولماذا تضاف؟ وهل هناك تشريعات وقوانين تنظم استخدامها؟
المواد المضافة عبارة عن مواد تضاف للأغذية بقصد إحداث تغير تكنولوجي يضمن بقاء المادة الغذائية المصنعة آمنة طوال فترة صلاحيتها، كما إنها تضاف لتحسين الخصائص الحسية للمنتجات الغذائية.
ونظراً لما توليه المواد المضافة من أهمية كبرى في التصنيع الغذائي فقد أفردت هيئة التقييس الخليجية باعتبارها الهيئة المسؤولة عن إعداد المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية لجنة خاصة تحت اسم (اللجنة الفنية الفرعية الخليجية لمواصفات المواد المضافة وملوثات الأغذية) تضم مختصين بالسلامة الغذائية من الدول الأعضاء، تتولى دراسة وتنظيم استخدام المواد المضافة للأغذية في جميع الأغذية المستوردة والمصنعة محلياً. كما تم اعتماد اللائحة الفنية الخليجية للمواد المضافة المسموح باستخدامها في المواد الغذائية (GSO: 2500:2022) وهي اللائحة الفنية المختصة بتنظيم جميع المواد المضافة للأغذية في جميع دول مجلس التعاون.
وعرفت المواصفة القياسية الخليجية المواد المضافة بأنها (مادة لا تستهلك عادة كغذاء في حد ذاتها ولا تستخدم عادة كمكون من مكونات الأغذية سواءً كان لها قيمة غذائية أو لم يكن والتي ينتج أو يتوقع أن ينتج عن إضافتها عمداً للأغذية أغراض تكنولوجية).
الجدير بالذكر أن هذه المواصفة تتواكب مع المواصفة القياسية العالمية للمواد المضافة الصادرة عن هيئة الدستور الغذائي(codex) التابعة لمنظمة الصحة العالمية حيث لا يُسمح بأدراج أي مادة مضافة إلا بعد تقييم لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية المعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية (jacfa) وهي لجنة علمية دولية متخصصة ومعنية بسلامة المواد المضافة للأغذية.
وتصنف المواصفة القياسية الخليجية المواد المضافة إلى عدة أصناف منها المواد المستحلبة المواد المالئة، المواد المثبتة، المواد الملونة، منظمات الحموضة، والمواد الحافظة.
وهذه المواد ونظراً لما تحمله من أسماء علمية طويلة فقد اجازت الهيئات الرقابية لمصنعي الأغذية بالإشارة إلى هذه المواد بواسطة الرقم الدولي للمواد المضافة للأغذية ( (INSوهو ما يعبر عنه على بطاقات المواد الغذائية بصورة الحرف (E) بحسب النظام الأوربي لترقيم المواد المضافة، وهو ما يتوافق بما جاء من بنود البيانات الايضاحية بالمواصفة القياسية الخليجية للمواد المضافة من اشتراط أن يتوافر في بطاقة المواد الغذائية اسم المادة أو رقمها الدولي.
وعلى الرغم من أن معظم المواد المضافة تعتبر مواد آمنة في حدود الجرعة اليومية المسموحة إلا أن هناك بعض البحوث التي تبين أن هناك بعض المواد المضافة قد تتسبب بظهور حالات من الحساسية لبعض الأشخاص ولذلك على المستهلك أن يدقق فيما يناسبه، ويختاره من طعام.
*مختص بالسلامة الغذائية