السلام عليكم ورحمة لله وبركاته.
تخضع صناعة مستحضرات التجميل عادة لرقابة شديدة، ويراعي الصانعون الموثوق بهم الاشتراطات الصحية اللازمة من أجل حماية المستهلك.
وقد أولت هيئة التقييس لدول مجلس التعاون مجال مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية عناية فائقة وحظيت بأهمية كبيرة نظراً لتأثيرها على صحة وسلامة المستهلكين، حيث أسست لجنة خاصة بمواد التجميل والعطورات والعود، وأعدت دراسة حول سلامة مستحضرات التجميل وبموجبها تم إعداد مشروع اللائحة الفنية الخليجية لمستحضرات التجميل، ونفذت عدداً من البرامج التدريبية ذات الصلة بموضوع المستحضرات. وذلك بهدف الحد من الغش في هذه المواد وضمان عدم دخول المواد غير المطابقة للمواصفات القياسية إلى الدول الاعضاء.
إلى جانب هذا تبذل عدد من الجهات المعنية ومنها أجهزة التقييس الوطنية جهوداً كبيرة للحدّ من تدفق منتجات مستحضرات التجميل الرديئة والمقلدة والمغشوشة والتي تضر بصحة الإنسان والبيئة، إلا أن هذه الجهود وحدها لا تكفي، فتعاون المستهلك له دور كبير في القضاء على تلك المنتجات وذلك من خلال التحقق من المنتج قبل شرائه من حيث التأكد من تاريخ الصلاحية والحفظ والتخزين الجيد، كذلك يجب عدم اقتناء المنتجات مجهولة المصدر، والابتعاد عن شراء مستحضرات التجميل من الباعة المتجوّلين أو من خلال المواقع الالكترونية غير الموثوقة وعدم الانجرار وراء الدعايات التي توهم المستهلكين بأمور تجميلية بخلاف الحقيقة مثل: إطالة الشعر والقضاء على تقدّم السن والشباب الدائم وغيرها من الادعاءات، والاعتماد على ما يصدر من الجهات المعنية الرسمية أو المنظمات الدولية المعتمدة من نصائح طبية وتعليمات وتوجيهات خاصة بهذه المواد.
وهنا نعول كثيراً على الدور الذي تلعبه وسائل والإعلام والمستهلك للمساهمة في الحد من انتشار المنتجات المغشوشة وغير المطابقة للمواصفات القياسية ومنها مستحضرات التجميل، وذلك من خلال رفع درجة الوعي لدى المواطن بأضرار تلك المنتجات، وأيضاً الأجهزة الرقابية ومنظمات المجتمع المدني ومنها جمعيات حماية المستهلك، فالمستهلك مازال يحتاج إلى برامج توعوية كبيرة في مختلف المجالات ليكون ملماً وواعياً بها ولعل أهم المجالات التوعوية التي يحتاجها هي التوعية بمفاهيم التقييس (المواصفات، المقاييس، الجودة) ومفهوم الثقافة الاستهلاكية.