في اليوم السابع من يونيو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لسلامة الأغذية، حيث يُسلط الضوء على مواضيع السلامة الغذائية وأهميتها، ويأتي احتفال هذا العام 2023 تحت شعار “المواصفات الغذائية.. تنقذ الأرواح”.
تعد المواصفة القياسية وثيقة فنية تتضمن القواعد والتعليمات وخصائص المنتج التي يتوجب الالتزام بها لضمان صحة وسلامة المنتجات الغذائية للاستهلاك البشري. ويجدر بالذكر أنه صدر عن هيئة التقييس الخليجية في قطاع الغذاء والزراعة 1913 مواصفة قياسية ولائحة فنية بحسب ماورد على منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
إن لم يكن الغذاء آمناً وخالياً من مصادر الملوثات الميكروبية والكيميائية والمخاطر الفيزيائية فهو ليس بغذاء، إلا أن مصادر التلوث تجد طريقها إلى الغذاء في كثير من الأحيان نتيجة التداول الخاطئ في الإعداد والتحضير. وحيث إن الغذاء هو المصدر الأساسي لإمداد الإنسان والميكروبات على حدٍ سواء بمصادر الطاقة اللازمة للحياة فمن الطبيعي أن يكون الغذاء عرضة لمختلف الملوثات الميكروبية التي تنمو وتتكاثر عليه كلما سنحت لها الفرصة مسببة بذلك العديد من الأمراض المنقولة عبر الغذاء للإنسان.
وتذكر منظمة الصحة العالمية أن هناك واحد من كل عشرة أشخاص يصاب بأعراض التسمم الغذائي الناتج عن تناول الأغذية الملوثة، مما يضع المنشآت الغذائية أمام تحدي إنتاج الغذاء الآمن الصالح للاستهلاك البشري، ويجب على منشآت الإنتاج الغذائي أن تمتلك القدرة على تحديد المخاطر والكشف عن مختلف الملوثات من خلال تبني البرامج الرقابية المختلفة القائمة على الأسس العلمية، حيث تتراوح هذه البرامج بين البسيطة والمعقدة ويتم اختيارها بناءً على أهداف المؤسسة الغذائية ورؤيتها والقوانين والتشريعات الغذائية المعمول بها.
فهناك من يتبنى البرامج البسيطة القائمة على أسس قواعد التصنيع الجيد، وهناك من يتبنى البرامج الأكثر تقدماً مثل البرنامج القائم على تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة لسلامة الغذاء haccp))، كما أن هناك من يتبع برامج نظام إدارة الجودة (ISO) وهي أكثر البرامج تطوراً حيث تقوم بدمج المتطلبات الإدارية بمتطلبات الجودة وسلامة الغذاء.
وأياً كانت النظم الرقابية المتبعة في المنشآت الغذائية فيجب أن تكفل مطابقة منتجاتها للمواصفات القياسية الصادرة عن هيئة الدستور الغذائي (الكودكس) التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية، والتي تقوم بإصدار المواصفات القياسية الدولية العامة والخطوط التوجيهية ومدونات الممارسات المتعلقة بسلامة الأغذية وجودتها.
وتتضمن تلك المواصفات الخطوط التوجيهية المتعلقة بالنظافة العامة والمعايير الميكروبيولوجية والمضافات الغذائية التي تضمن سلامة الغذاء وصحته للاستهلاك، وعلى البرامج الرقابية أن تكفل تطبيق هذه المعايير ضمن بنودها الخاصة للحد والسيطرة على المخاطر الناشئة عن طريق الغذاء، لأن الالتزام بالمواصفات الغذائية فعلاً ينقذ الأرواح.
* مختص بالتغذية وسلامة الغذاء
