قد لا يدرك المستهلك أهمية المواصفات القياسية وحجم العمل الكبير الذي يؤدَّى داخل أروقة جهاز المواصفات والمقاييس في بلده. وقد يدرك ذلك لكن ليس بجميع التفاصيل التي تحدث على أرض الواقع، والتي يقف خلفها جنود مجهولون يعملون على إعداد وتطوير المواصفات القياسية واللوائح الفنية والأنظمة المتعلقة بالسلع والمنتجات والخدمات ومتابعة تطبيقها في سبيل حصوله على سلع ومنتجات سليمة وآمنة وبجودة مناسبة.
وعلى سبيل المثال.. هل يعلم المستهلك أن عبوة المياه المعدنية -التي يستهلكها بشكل يومي تقريباً- طُبقت عليها عشرات المواصفات القياسية واللوائح الفنية؟ وأن المواصفات القياسية كانت حاضرة في جميع المراحل التي مرت بها المياه بدءاً من البحث والتأكد من جودة المياه الطبيعية في باطن الأرض مروراً بكثير من المراحل المختلفة ومنها مرحلة أخذ العينات واستخراج المياه والمراحل المتعلقة وطرق الفحص والاختبار والتأكد من البيانات والتقديرات الصحيحة ومرحلة خط الإنتاج ومرحلة حفظ المنتجات النهائية ونقلها وعرضها حتى وصولها إلى المستهلك.
يمر المنتج -كل منتج- بعشرات المراحل المختلفة حتى يصل إلى المستهلك وكل تلك المراحل تخضع لمتطلبات واشتراطات عامة أو خاصة تحددها المواصفات القياسية واللوائح الفنية، والنموذج الذي ركزنا عليه (عبوة المياه المعدنية) مر بالعديد من المراحل وتم تطبيق عشرات المواصفات القياسية واللوائح الفنية الخليجية عليه ومنها ما يتعلق بطرق الفحص والاختبار وتقديرات المواد المسموح بها والمواد المسموح بإضافتها والتقديرات المتعلقة بالخصائص الطبيعية، والمواد الدالة على التلوث ومحتويات الحديد، والكالسيوم والصوديوم، وبطاقة البيانات الإيضاحية، والمجال هنا لا يتسع لذكرها.
وتعمل أجهزة التقييس على اقتراح وإعداد المواصفات القياسية واللوائح الفنية للسلع والمنتجات وفي قطاعات مختلفة من خلال مرجعيات دولية وبما يتناسب مع المتطلبات الوطنية، وتشمل المواصفات الخصائص والأبعاد، وجودة المنتجات، وطرق أخذ العينات وطرق التصنيع، والرقابة على جودة الإنتاج، والمواصفات القياسية للسلامة، وغيرذلك، لغرض تسهيل التبادل التجاري بين الدول وتدعيم الاقتصاد وبهدف الحفاظ على صحة وسلامة المستهلك والبيئة.
*رئيس التحرير
alademi@gso.org.sa